166 - الخطيب (¬1): أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن محمد البسطامي حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي بن زياد المعدّل حدثنا إبراهيم بن أحمد بن عبد الله بن جبلة الهروي حدثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر المدني حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً: (حمَلة العلم في الدنيا خلفاء الأنبياء، وفي الآخرة من الشهداء) (¬2).
قال الخطيب: هذا منكر جداً لم نكتبه (¬3) إلا عن البسطامي بهذا الإسناد وليس بثابت.
وأورده ابن الجوزي في (العلل) (¬4).
وقال في (الميزان) (¬5): هذا خبر باطل.
¬_________
(¬1) تاريخ بغداد (6/ 30 - 31) ترجمة أحمد بن محمد بن أحمد أبي العباس القاضي البسطامي.
(¬2) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 271) رقم 53.
(¬3) في تاريخ بغداد: (لم أكتبه).
(¬4) (1/ 70) ح 82 من طريق الخطيب به.
(¬5) (1/ 130) ترجمة البسطامي.
167 - الحاكم في (تاريخه): حدثني أبو محمد عبد الله (¬1) بن أحمد العَمّاري حدثنا محمد بن محمد بن عَزيز التاجر حدثنا محمد بن أحمد الشُّعَيثي حدثني إسماعيل بن محمد الضرير حدثنا أحمد بن الصلت الحماني حدثنا محمد بن سماعة عن أبي يوسف عن أبي حنيفة قال: حججتُ مع أبي ولي ستَّ عشرة سنة، فمررنا بحلقة فإذا رجل فقلتُ: من هذا؟ قالوا: عبد الله بن الحارث بن جَزء الزبيدي. فتقدمتُ إليه فسمعتُه يقول: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من تفقه في دين الله كفاه الله تعالى همَّه ورَزَقه من حيث لا يحتسب) (¬2).
-[154]-
قال في (الميزان) (¬3): هذا كذب فابنُ جَزء مات بمصر ولأبي حنيفة ست سنين. والآفة من أحمد بن الصلت (¬4)؛ كذاب. قال ابن عدي (¬5): ما رأيتُ في الكذابين أقلّ حياء منه. وقال الدارقطني (¬6): كان يضع الحديث. (¬7)
قال الحافظ ابن حجر في (اللسان) (¬8): وقد وقع لنا هذا الحديث مِن وجه آخر وهو باطل أيضاً؛ قرأته على إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد عن القاسم بن مظفر أن عبد الله بن الحسين كتب إليهم أخبرنا أبو الفتح محمود بن أحمد بن الصابوني عن الشريف أبي السعادات أحمد بن أحمد بن عبد الواحد حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أبي الحسين الأعين السِّمناني (¬9) حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عيسى البنفشي حدثنا أبو علي الحسن بن علي الدمشقي حدثنا أبو زفر عبد العزيز بن الحسن الطبري بآمِد (¬10) حدثنا أبو بكر مكرم بن أحمد البغدادي
-[155]-
حدثنا محمد بن أحمد بن سماعة حدثنا بشر بن الوليد القاضي حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو حنيفة به (¬11).
أخرجه ابن النجار (¬12) قال: أنبأنا القاضي أبو الحسن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد العُمَري أنَّ أبا عبد الله الحسين (¬13) بن محمد البلخي أخبره: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون قال قرأتُ على القاضي أبي سعد عبد الملك بن عبد الرحمن السرخسي أخبرنا أبي القاضي أبو بكر عبد الرحمن بن محمد قراءة عليه حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن محمد ربيب الوزير أبي العباس الإسفراييني حدثنا أبو علي الحسن بن علي الدمشقي به (¬14).
وأخرجه ابن الجوزي في (الواهيات) (¬15). وقال: الحماني كان يضع الحديث. قال الدارقطني: لم يلقَ أبو حنيفة أحداً من الصحابة، إنما رأى أنساً بعينه ولم يسمع منه. (¬16)
¬_________
(¬1) كذا في جميع النسخ، وصوابه: (عبد الرحمن) كما في الإكمال لابن ماكولا (4/ 432) ولسان الميزان (1/ 613).
(¬2) رواه الخطيب في تاريخ بغداد (4/ 50 - 51) -ترجمة محمد بن عمر بن الحسن البغدادي- من طريق جعفر بن علي البغدادي عن أحمد بن محمد الحماني به. ورواه الصيمري في (أخبار أبي حنيفة وأصحابه) ص 18 من طريق محمد بن حمدان الطيالسي عن أحمد بن الصلت به. ورواه الرافعي في التدوين (3/ 260 - 261) من طريق محمد بن حمدان الطيالسي به فجعله من مسند أنس بن مالك. ورواه أبو نعيم في مسند أبي حنيفة ص 25، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (1/ 204 - 203) رقم 216 من طريق أبي علي عبد الله [وفي رواية أبي نعيم: عبيد الله] بن جعفر الرازي عن محمد بن سماعة به. وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 271) رقم 54.
(¬3) (1/ 141).
(¬4) في (د) و (ف) و (م): (ابن أبي الصلت).
(¬5) الكامل (1/ 202).
(¬6) الضعفاء والمتروكون ص 123 - 124 رقم 59.
(¬7) قال ابن عراق: (قلتُ: تابع أحمدَ بن الصلت أبو علي عبد الله بن جعفر الرازي؛ أخرجه الخطيب في التاريخ وأبو عمر ابن عبد البر ...) تنزيه الشريعة (1/ 271).
والخطيب إنّما رواه من طريق أحمد بن الصلت الحماني كما تقدم.
وعبد الله بن جعفر الرازي قال العلامة المعلمي: (لا يُدرى من هو) التنكيل (1/ 174).
وتقدم أنه وقع في رواية أبي نعيم: (عبيد الله بن جعفر). وفي الرواة عبيد الله بن جعفر أبو علي المعروف بابن الرازي وهو ثقة، لكنه متأخر عن الذي في الإسناد، والله أعلم.
(¬8) (1/ 613 - 614).
(¬9) في (د) و (ف) و (م): (أحمد بن محمد بن الحسين الأعين السماني).
(¬10) كذا في لسان الميزان، والصواب: (بآمُل) كما جاء في رواية ابن النجار الآتية، و (آمُل) موضع بطبرستان، وأكثر من يُنسب إليها يُعرف بالطبري، أمّا (آمِد) فهي في الجزيرة؛ انظر الأنساب (1/ 105 - 106).
(¬11) رواه الصالحي في عقود الجمان ص 57 - 58 من طريق الحسن بن علي الدمشقي به، وقال: (قلتُ: قال الشيخ قاسم الحنفي رحمه الله في تعليقه على مسند الخوارزمي: في هذا الطريق قلبٌ وتحريف، وصوابه: مكرم عن أحمد بن محمد، وهو ابن الصلت وهو كذاب ...).
وعلى كل حال ففي إسناده أبو علي الحسن بن علي بن محمد الدمشقي؛ قال ابن عساكر: (حدّث بأحاديث لا تشبه أحاديث أهل الصدق) تاريخ دمشق (13/ 314).
(¬12) ذيل تاريخ بغداد (1/ 97 - 98).
(¬13) في ذيل تاريخ بغداد: (الحسن).
(¬14) رواه ابن عبد الهادي في (الأربعين المختارة من حديث الإمام أبي حنيفة) ص 30 - 31 ح 18 من طريق ابن خيرون به.
(¬15) (1/ 128) ح 196.
(¬16) عبارة ابن الجوزي في العلل المتناهية: (... والحماني كان يضع الحديث؛ كذلك قال الدارقطني. وأبو حنيفة لم يسمع مِن أحدٍ من الصحابة، إنّما رأى أنس بن مالك بعينه). فالعبارة الأخيرة ليست من كلام الدارقطني كما أوهمه نقل المصنف، وإنّما هي من كلام ابن الجوزي، أمّا الدارقطني فقد نفى رؤية أبي حنيفة لأحدٍ من الصحابة كما في سؤالات السلمي ص 320 - 321 رقم 357، وسؤالات السهمي ص 263 رقم 383 وتاريخ بغداد (5/ 340) ترجمة أحمد بن الصلت. ويؤكد ما تقدم قول ابن الجوزي في موضع آخر من العلل المتناهية (1/ 65): (... أحمد بن الصلت؛ قال الدارقطني: كان يضع الحديث. قال: ولا يصحُّ لأبي حنيفة سماعٌ مِن أنس ولا رؤية، لم يلق أبو حنيفة أحداً من الصحابة). وانظر كلام العلامة المعلمي في التنكيل (1/ 180 - 181).