كتاب الزيادات على الموضوعات (اسم الجزء: 1)

200 - الخطيب في (رواة مالك): أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه الزهري وأبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي قالا: حدثنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد المقرئ حدثنا أبو بكر أحمد بن موسى بن عمران القواس حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن فضالة الإسكاف المروزي حدثنا محمد بن الشاه المروزي حدثنا محمد بن النضر البكري حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً: (سيكون في أمتي قوم يطلبون الحديث فينقلونه مِن بلد إلى بلد ليستطعموا (¬1) به الناس، أولئك هم اللصوص فاحذروهم) (¬2).
قال الخطيب: باطل بهذا الإسناد، ومحمد بن النضر ومحمد بن الشاه مجهولان.
وقال في (الميزان) (¬3): باطل بهذا الإسناد وبغيره.
¬_________
(¬1) في (د) و (ف) و (م): (يستطعموا).
(¬2) رواه السِّلفي في الطيوريات ص 23 من طريق العتيقي به، ولم يذكر محمد بن الشاه.
وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 277) رقم 87.
(¬3) (4/ 56) ترجمة محمد بن النضر البكري.
201 - الخطيب في (المدرج): أخبرنا أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين التَوّزي حدثنا أبو الحسين بن المظفر الحافظ حدثنا أبو الحسن (¬1) محمد بن أحمد بن صالح حدثنا عبيد الله (¬2) بن محمد بن سليمان الأزدي حدثنا حبيب بن إبراهيم حدثنا شبل بن [عبّاد] (¬3) المكي عن عبد الله بن ذكوان عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما عزّت النية في الحديث إلا لشرفه) (¬4).

-[178]-
قال الخطيب: هذا الكلام لا يُحفظ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بوجه من الوجوه، وإنما هو قول يزيد بن هارون (¬5)، وقد وهم شيخنا ابن التَّوّزي فيه، وذلك أنه دخل عليه حديث في حديث.
وقال في (الميزان) (¬6): أحمد بن علي التَّوّزي شيخ الخطيب محدِّث مشهور ليس بقوي (¬7)؛ رفع حديثاً مِن قول يزيد بن هارون فوهم (¬8).
¬_________
(¬1) في (د) و (ف) و (م): (أبو الحسين).
(¬2) في العلل المتناهية: (عبد الله)، وانظر تهذيب الكمال (5/ 367) ترجمة حبيب بن أبي حبيب.
(¬3) في جميع النسخ: (عمار)، والمثبت من العلل المتناهية.
(¬4) رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 125 - 126) ح 191 من طريق الخطيب به.
وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 277) رقم 88.
(¬5) رواه الخطيب في الجامع (1/ 494) رقم 700.
(¬6) (1/ 123) رقم 494.
(¬7) في الميزان واللسان: (محدث ليس بقوي).
(¬8) قول الذهبي: (ليس بقوي) إن كان بناه على وهم التوزي المذكور فقط ففيه نظر، فقد قال الخطيب في ترجمة التوزي: (كان صدوقاً كثير الكتاب) تاريخ بغداد (5/ 529) رقم 2402، وقال ابن ماكولا: (كان مكثراً ثقة) الإكمال (1/ 589). ثم إن في الإسناد حبيب بن إبراهيم وهو حبيب بن أبي حبيب المصري كاتب مالك؛ كذّبه الإمام أحمد وأبو داود وابن عدي وغيرهم، وقال ابن حبان: كان يُدخل على الشيوخ الثقات ما ليس من حديثهم. انظر تهذيب الكمال (5/ 366 - 370) رقم 1082، وميزان الاعتدال (1/ 452 - 453) رقم 1694.
فإعلال الحديث به هو المتعيّن، والله أعلم.

الصفحة 177