كتاب الزيادات على الموضوعات (اسم الجزء: 2)

فصلٌ في أحاديث سئل عنها الحافظ ابن حجر فأجاب بأنّه لا أصل لها. وغالب ذلك نقلتُه مِن خطِّه.
1045 - (1) سئل: هل ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال: (لا بأس بالذَّوَاق عند المُشترَى)؟
فأجاب: لا أعرفه في الحديث النبوي، إلا أنّ العملَ عليه مِن غير نكير، وهذا كافٍ في مشروعيته، إلا إنْ خرج عن العادة المطَّردة في الذَّوَاق (¬1).
¬_________
(¬1) ذكره الفتّني في تذكرة الموضوعات ص 136، والقاري في الأسرار المرفوعة ص 381 رقم 583 وقال: (لا أصل له).
1046 - (2) وسئل عن حديثٍ روي عن أبي ذر أنّه قال: سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلتُ: يا رسول الله كلُّ نبيٍّ مرسَلٍ بِمَ أُرسل؟ قال: (بكتاب منزل). قلتُ: يا رسول الله أيُّ كتاب أُنزل على آدم؟ قال: (كتاب المعجم). قلتُ: أيّ كتاب المعجم؟ قال: (أب ت ث ج) إلى آخره. قلتُ: يا رسول الله كم حرفًا؟ قال: (تسعةٌ وعشرون). قلتُ: يا رسول الله عددتَ ثمانية وعشرين حرفًا. فغضب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حتى احمرَّت عيناه ثمّ قال: (يا أبا ذر والذي بعثني بالحق ما أنزل اللهُ على آدم إلا تسعة وعشرين حرفًا). قلتُ: يا رسول الله أليس فيها ألف ولام (¬1)؟ فقال: (لام ألف حرفٌ واحد قد أنزله اللهُ على آدم في صحيفة واحدة ومعه سبعون ألف ملَك،

-[800]-
من خالف لام ألف فقد كفر بما أنزل اللهُ عليَّ، ومَن لم يعدَّ لام ألف مِن الحروف فهو مِنّي بريءٌ، ومَن لم يؤمن بالحروف وهي تسعة وعشرون لا يخرج من النار أبدًا)؟
فأجاب: هذا الحديث لا أصل له في الأحاديث الصحيحة ولا الضعيفة، ولوائح الوضع عليه ظاهرة ولا سيما في آخره، فهو كذبٌ قطعًا (¬2).
¬_________
(¬1) في التنزيه: (لام ألف).
(¬2) ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 250) رقم 24.

الصفحة 799