قال القرطبي - رحمه الله -: (قوله تعالى: {اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ} يعني الكتاب والسنة. قال الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} (7) سورة الحشر.
وقالت فرقة: هذا أمر يعم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمته. والظاهر أنه أمر لجميع الناس دونه. أي: اتبعوا ملة الإسلام والقرآن، وأحلوا حلاله، وحرموا حرامه، وامتثلوا أمره، واجتنبوا نهيه. ودلت الآية على ترك اتباع الآراء مع وجود النص) (¬1).
قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله -: (أي: اقتفوا آثار النبي - صلى الله عليه وسلم - الأمي الذي جاءكم بكتاب أنزل إليكم من رب كل شيء ومليكه، {وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ} أي: لا تخرجوا عما جاءكم به الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى غيره، فتكونوا قد عدلتم عن حكم الله إلى حكم غيره) (¬2).
الدليل الثالث:
وقال تعالى: {وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ} (109) سورة يونس
قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله -:
(وقوله: {وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ} أي: تمسك بما أنزل الله عليك وأوحاه إليك، واصبر على مخالفة من خالفك من الناس. {حَتَّىَ يَحْكُمَ اللهُ} أي: يفتح بينك وبينهم. {وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ} أي: خير الفاتحين بعدله، وحكمته) (¬3).
¬_________
(¬1) تفسير القرطبي (7/ 145).
(¬2) تفسير ابن كثير (2/ 269).
(¬3) تفسير ابن كثير (2/ 571).