كتاب فتح الرحمن في بيان هجر القرآن
13 - حرمان شفاعة القرآن يوم القيامة.
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه» (¬1).
وقال أيضاً: «القرآن حجة لك أو عليك» (¬2).
بالله عليك كيف يشفع القرآن في رجل هجره، وأعرض عنه، وأقبل على غيره من كلام البشر يقرأه، أو يسمعه؟ فإن المحروم حقيقةً من حرم شفاعة القرآن يوم القيامة.
14 - يختم لمن هجر القرآن بسوء الخاتمة.
إن نصيب الإنسان من الدنيا عمره، فإن أحسن الاستفادة منه فيما ينفعه في دار القرار فقد ربحت تجارته، وإن استغله في المعاصي والسيئات حتى لقي الله على تلك الخاتمة السيئة فهو من الخاسرين، والعاقل من حاسب نفسه قبل أن يحاسبه الله، وخاف من ذنوبه قبل أن تكون سبباً في هلاكه.
والإنسان يعيش على ما نشأ عليه، ويموت على ما عاش عليه، ويحشر على ما مات عليه، والأعمال بالخواتيم، والسعيد من وفقه الله إلى عمل صالح ثم يقبضه عليه، والشقي من حرم ذلك، ومنهم من هجر القرآن، ونسوق قصة واحدة على ذلك:
قال الشيخ محمد حسان - حفظه الله -: (وهذه قصة رجل ينقلها إليَّ أحد إخواننا في المنصورة فيقول: لقد كان جاري لا يصلي، ومدمناً للغناء، وذكرته مراراً فلم يتذكر، فلما نام على فراش الموت صعدت إليه، ولا زال الغناء يسمع في
¬_________
(¬1) رواه مسلم عن أبي أمامة - رضي الله عنه -.
(¬2) رواه مسلم والترمذي وابن ماجة والنسائي عن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه -. انظر صحيح الترغيب رقم (184).
الصفحة 29
416