كتاب فتح الرحمن في بيان هجر القرآن
هذه بعض النماذج المشرفة، والصور النيرة لتحكيم شرع الله - عز وجل - في الدماء والأموال والأعراض، ونبذ ما خالفه من حكم الجاهلية:
النموذج الأول:
عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني - رضي الله عنهما - أنهما قالا: (إن رجلاً من الأعراب أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، أنشدك بالله إلا قضيت بيننا بكتاب الله، فقال الخصم الآخر - وهو أفقه منه - نعم، فاقض بيننا، وائذن لي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: قل، فقال: إن ابني كان عسيفاً (¬1) على هذا، فزنى بامرأته، وإني أُخْبرْتُ: أن على ابني الرجم، فافتديت منه بمائة شاة ووليدة، فسألت أهل العلم فأخبروني: أنما على ابني جلد مائة وتغريب عام، وأن على امرأة هذا الرجم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله، الوليدة والغنم: رَدٌّ عليك، وعلى ابنك جلده مائة وتغريب عام. واغد يا أنيس - لرجل من أسلم - على امرأة هذا، فإن اعترفت فارجمها " فغدا عليها، فاعترفت، فأمر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرجمت. (¬2)
¬_________
(¬1) العسيف: الأجير.
(¬2) متفق عليه.
الصفحة 397
416