كتاب فتح الرحمن في بيان هجر القرآن

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

مقدمة فضيلة الدكتور / محمود بن أحمد الدوسري
(مؤلف كتاب هجر القرآن العظيم: أنواعه وأحكامه)
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، أكرم عباده المؤمنين وشرفهم بكتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وجعله هدى ونوراً ورحمةً وفرقاناً وروحاً، وموعظةً وشفاءً، فهو أحسن الحديث، جعله بلاغاً وحجةً على الخلق أجمعين.
فما أعظمه من كتاب، فهو عظيم لعظمة من تكلم به، وعظيم لمكانة من نزل به، وعظيم لمقام من أنزل عليه، وعظيم لخيريِّة من خوطب به، وعظيم لفضل الزمان، وحرمة المكان الذي نزل فيهما، وهو عظيمٌ بتشريعاته الشاملة، عظيم بمقاصده السامية، عظيمٌ في تأثيره وأثره، عظيم في لغته وبيانه، فيه الكمال المطلق؛ لأنه كلام الله تعالى منه بدأ وإليه يعود، تكلم به حقيقةً، فله الحمد والمنة، وله الشكر والإنعام ..
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو العظمة والجلال، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أعلى الله مكانته، وأعطاه الوسيلة، والفضيلة، وجعله الخاتم لرسله، والمنزَّل عليه: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (52) سورة الشورى.
صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
لكن هذا القرآن العظيم زهد فيه كثيرٌ من المسلمين في شتى أنحاء المعمورة

الصفحة 4