كتاب شرح حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة

وقال في قوله: {وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ} (¬1)، {رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ} (¬2).
واعتذر إليه في سؤال المغفرة لأبيه بقوله: {فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ} (¬3).
وقد شرف الله - عز وجل - هذه الأمة بمثلها، فأنزل عليهم فاتحة الكتاب، أولها ثناء وتمجيد إلى قوله: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} وسائرها دعاء.
وهذا موسى - عليه السلام - قدم الثناء على الله تعالى؛ فقال: {أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا} (¬4).
وروى البخاري في حديث الشفاعة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أن الخلائق تسأل الأنبياء - عليهم السلام - الشفاعة إلى ربها في عرصات القيامة، فكل واحد يذكر ذنبه ويقول: اذهبوا إلى غيري، قال: فأقول: ((أنا لها فأستأذن على ربي، فإذا رأيته وقعت ساجداً فيدعني ما يشاء، ثم يقال: ارفع رأسك، وسل تعطه، وقل تسمع، واشفع تشفع، فيلهمني محامد أحمده بها، فأحمده بتلك المحامد)) (¬5).
¬_________
(¬1) سورة الشعراء, الآية: 85.
(¬2) سورة هود, الآية: 73.
(¬3) سورة التوبة, الآية: 114.
(¬4) سورة الأعراف, الآية: 155.
(¬5) رواه البخاري برقم (7510)، ومسلم برقم (193). (م).

الصفحة 23