كتاب شرح حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة

اغْفِر لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي)) (¬1).
- صحابي الحديث هو سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -.
وجاء في رواية أخرى (¬2): لما ولَّى الأعرابي، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لقد ملأ يديه من الخير)).
قوله: ((رب العالمين)) ولا يطلق الرب إلا على الله وحده، وفي غيره على التقييد بالإضافة، كقولهم ((رب الدار، ورب الناقة؛ والرب: بمعنى المالك، وبمعنى السيد، وبمعنى المصلح، والعالمين: جمع عالم، وهو اسم لما سوى الله، وإنما جمع ليشمل كل الجنس، ولما كان فيه معنى الوصفية؛ وهي الدلالة على معنى العلم، جمع بالواو والنون، وإن كان لا يجمع بهما إلا صفات العقلاء، أو ما في حكمها من الأعلام.
قوله: ((العزيز الحكيم)) اسمان من أسماء الله تعالى؛ والعزيز: هو الذي له العزة الكاملة التي بها يعز من يشاء ويذل من يشاء؛ يقال: عَزّ فلان فلاناً يعزه عزًّا إذا غلبه، قال الله تعالى: {وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ} (¬3) أي: غلبني، والحكيم: هو الذي يضع الأشياء مواضعها، وينزلها منازلها اللائقة بها في جميع أمره وخلقه.
¬_________
(¬1) مسلم (4/ 2072) [برقم (2696)]. (ق).
(¬2) أبو داود (1/ 220) [رقم (832)]. (ق).
(¬3) سورة ص, الآية: 23.

الصفحة 348