كتاب شرح حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة

عليه الصلاة والسلام - بخمس كلمات أن يعمل بها، ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها ... - وذكر منها -: ((وآمركم أن تذكروا الله - تعالى -؛ فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سِرَاعاً، حتى إذا أتى على حصنٍ حصينٍ فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله - تعالى - ... )) (¬1).
((فلو لم يكن في الذكر إلا هذه الخصلة الواحدة؛ لكان حقيقاً بالعبد ألا يفتر لسانه من ذكر الله - تعالى - وألاّ يزال لهجاً بذكره؛ فإنه لا يحرز نفسه من عدوه إلا بالذكر، ولا يدخل عليه العدو إلا من باب الغفلة، فهو يرصده؛ فإذا غفل وثب عليه وافترسه)) (¬2).
وقال مطرف بن عبد الله - رحمه الله تعالى -: ((نظرت في هذا الأمر من أين هو؟ فإذا هو من عند الله - سبحانه -، ثم نظرت على مَن تَمامه، فإذا هو على الله - تعالى - ثم نظرت ما مَلاَكه؟! فإذا هو الدعاء، ثم نظرت في ابن آدم فإذا هو ملقى بين ربه وبين الشيطان فإذا أراد الله - تعالى - به خيراً اجتره إليه بعصمته، وإلا خلّى بينه وبين الشيطان)).
إذن ذكر ودعاء الله - سبحانه وتعالى - هو حصن المسلم، وحياة قلبه، وقوت بدنه، وسعادة روحه، هو منجاته من كل شر وسوء ...
وإن من أشمل وأسهل وأصح، ما يرشد إلى ذكر الله - تعالى - ويعين
¬_________
(¬1) رواه أحمد (4/ 202)، والترمذي برقم (2872).
(¬2) انظر: ((الوابل الصيب)) لابن القيم - رحمه الله - (ص 50).

الصفحة 7