كتاب التيجان في ملوك حمير

اجعل الفرقدين والجدي يمنى ... حيث دارت بنا نعش ندور
لا أبالي النسرين حيث استقلا ... وسهيلا إذا أجد مسيري
ثم أممت زهرة الردف قصداً ... لمقامي ونعمتي وحبوري
إنما طيرة النجوم لغيري ... ولنا يمنها بلا تطيير
وفعلنا فعالنا إذ فعلنا ... واستبنا الأمور بعد الأمور
ثم نادوا أن اركبوا فركبنا ... كل شقراء زينة في الهجير
فإذا البأس راح عنا فانا ... آل ملك ونعمة وحبور
وقيان يرفلن في مخمل الخز ... وطوراً مظهرات الحرير
فانظري في فعالنا أم عمرو ... ليس هذا والأعمى مثل البصير
هل ثنيت البلاد من بعد طي ... وطويت البلاد صي الحرير
وانظري في البلاد هل مثل ملكي ... وسلي الناس عن نعالي وسيري
خبري عن فعالنا أم عمرو ... تجدي علم ذاك عند الخبير
تعلمي أننا عصارة ملك ... حبذا طيب عودنا المعصور
نفرغ اللحم للضيوف وشحما ... في جفان سرية وقدور
ليس مثل الذي تعلل بالحنظل ... من جوعه واكل الفطير
اصيحيني وعلليني براح ... أم عمرو فلست بالمجبور
يفزع الخلق ثم يرعد مني ... وأنا الغيث في البلاد المطير
قد كتبنا مسانداً في ظفار ... وكتبنا أيامنا في الزبور
وذكرت الذي يكون لحيني ... أن ملكي للباقي المنصور
قال معاوية: فهل قال تبع الأوسط في شعره شيئاً يذكر فيه ما وطئ من البلدان؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين. قال: تبع ملكي كرب يذكر

الصفحة 478