كتاب التيجان في ملوك حمير

مسيره وما وطئه من البلدان، وأنشأ يقول:
أم عمرو فعجلي لي بزاد ... قد بدا لي من الحوادث بادي
أيها الناس رأينا رأي حق ... ومن الرأي سيرنا في البلاد
بالعوالي وبالعناجيج نمشي ... بالبطاريق مشية القواد
وبجيش عرمرم حميري ... جحفل يستجيب صوت المنادي
شهر البلق جانبيه ويزهو ... من ذراها إلينا مثل السوادي
ألف الف كمثل ذاك وخلفي ... موكب فاعلمي شديد المقاد
وإذا سرت سارت الشمس خلفي ... ومعي في الجبال في كل واد
ومعي حمير وحمير قومي ... آل مجد ونجدة وجلاد
لا يرون العدو إلا فسادا ... وكراماً ليسوا بأهل فساد
فطويت البلاد طية برد ... وثنيت القفار ثني الوساد
وملكنا ما بين أبين والرس ... وزادت به الجيوش مزاد
ليس للناس في المكارم حظ ... غيرنا إننا بنو الانجاد
ما تركنا للناس في الأرض مالا ... لم نصبه من طرف وتلاد
أو رئيس يرى يقود إلينا ... خيله لم يبت لنا في صفاد
أو رأينا ناراً تشب علينا ... لم تعد نارها إلى إخماد
أو حشدنا خيلا لا هلاك قوم ... لم ندعها شداً بلا ايعاد
أو آتانا من البلاد وعيد ... لم نزل فوق ذاك في الميعاد
أو رمانا العدو إلا رمينا ... هـ بمشحوذة صلاب شداد
أو سما للعلاء إلا سمونا ... نحو بيت لنا طويل العماد
أو أراد الكبار إلا كبرنا ... من أراد الكبار يوم الحساد

الصفحة 479