كتاب التيجان في ملوك حمير

ألم نكن يوم لقيناهم ... نقتلهم بالحق والباطل
حتى رفعنا السيف عن قتلهم ... وهم كنبت البلد الماحل
لم ندع في الأرض من أقطارها ... من شائع الذكر ولا خامل
إلا أذقناه بها حتفه ... حتف ثمود كان في العاجل
تراهم صرعى بمبسوطة ... من بين منكب ومن زائل
لم يجدوا من جتفهم مهرباً ... إذ يتقي المقتول بالقاتل
وكانوا عناديد فمن هارب ... ومن قتيل مقعس مائل
ومن صريع بين أرماحنا ... مجندل ذي فرس جائل
ومن أسير مصمت قلبه ... ومن جريح ذي جوى داخل
مكت بأعلى خندف تركها ... وأفرغت ذلا على وائل
واستنزلت قيساً وأحلافها ... حتى التقى العالي على السافل
ما برحت قيس لنا طعمة ... نأكلهم بالناب والراول
حتى استجالت خيلنا ... والتوت=تطلب ذحلا في بني باسل
في جبل الديلم ثم انثنت ... بالجد والحزم على كابل
ومن سجستان فما دونها ... فساحة القفر إلى بابل
ومن قرى الشام فما حولها ... في أرض مصر فإلى الساحل
والروم قد أدت لنا خرجها ... من قبل أن يأتيهم عامل
والهند قد صبحهم جيشنا ... بكل نهد ساخط صاهل
وكانت السغد لنا موعداً ... والخيل تعدى في قرى كابل
بجمع قحطان وأتباعهم ... ما فيهم من عاجز خاذل
كم نكحوا كم ذات بعل بلا ... مهر ومن بكر ومن حامل

الصفحة 483