كتاب التيجان في ملوك حمير

تزويج فهو غير ذي طاعة ... قول صدوق قائل فاعل
ومن نكاح رشدة نلبنا ... للغازي المجتاز والقافل
والذهب الأحمر يجي لنا ... إلى ظفار الملك والماجل
والمسك والانجوج يهدي لنا ... والدر في أصدافه الذابل
فكل أهل الأرض عبد لنا ... لا شك من حاف ومن ناعل
إن الذي نالته أرماحنا ... زاد على وصفك للقائل
ما تبع إن قلت ما تبع ... إن نصح المسئول للسائل
هو الذي ينكى أعداءه ... فكلهم في نصب شاغل
ومن يقول الناس أن أمحلوا ... عليكم بالملك الفاضل
النافع الضائر والمرتجى ... للخير والمنعم للواصل
نال الذي نال بإيمانه ... فليس بالنكس ولا الجاهل
قال معاوية: لله أنت يا عبيد! فأين قول تبع الذي قال على الباء:
أرقت وما ذاك بي من طرب ... ولكن تذكر ما قد ذهب
قال عبيد: يا أمير المؤمنين إنك لتكلفني أقوال أقوام قد ذهبوا، كانوا ملوكاً فإذا قالوا صغروا غيرهم لقدرتهم وعظمتهم. قال معاوية: يا عبيد قد غاب ذلك عنا فقل فما جرانا لذلك أن تكن حمير ملكت كما ذكرت فقد أورثنا الله ذلك من ملكهم فهو لنا اليوم وقد انتزعه الله بنبيه محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - وهو منا فنحن أسرته وخير الناس بعده، ولولاه لم نكن شيئاً وجعل حميراً لنا، والحمد لله الذي أكرمنا بنبيه وأورثنا أرض

الصفحة 484