كتاب التيجان في ملوك حمير

وديلم والترك تجبي لنا ... وكلهم ذاعن مغتصب
وبربر والزج والاحبشون ... فكلهم عندنا في تعب
لنا الهند والسند والاريسون ... وأهل الشروق وأهل الغرب
وخاقان ألجمته كالحمار ... واقتبته صاغراً بالقتب
فأذعن إذ ذاك تحت الوكاف ... وسمح في ذله بالجنب
فألبسته خشنات المسو ... ح بعد الحرير وخز القصب
وملحان كالبغل أسرجته ... وغيبته عانياً باللبب
ونفير أوثقته بالحديد ... وأدخلته صاغراً بالشرب
ورستم وسابور والهرمزان ... بشر نكال وأقوى نصب
نعذب أرواحهم بالحريق ... ونطليهم بدواء الجرب
وأضحوا جميعاً بضر لدي ... وكانوا مجوساً ورغلا سرب
جبوت المجوس وأجناسها ... لخدمة قومي وأهل النصب
وقد كان للروم يوم عصيب ... طويل العناء شديد التعب
وعذبت قنطورة بالسياط ... وأسعته السم فيه النصب
وآزرته بازار الصغار ... وكلفته ثم حمل الحطب
وذاق النجاشي من وقعها ... عذاب ثمود كذاك العقب
صنيع أبي كرب الحميري ... يقول بحق وما إن كذب
فدع ذا ولكن لما يذكروا ... ن من صنع جالوت في المنتخب
فزلت بجالوت ثم النعال ... وخلى بلاد ولاة الكتب
فدانوا ودنا لما يذكرون ... قرأنا الكتاب وزدنا النسب
لطول الحصار غرستا النخيل ... وحتى أكلنا جناه الرطب
وأهل المواشي من بعدهم ... سيعطون ملكاً طويل الغلب
ويأتي على الناس من بعدهم ... زمان عصيب كثير الشغب

الصفحة 489