كتاب التيجان في ملوك حمير

يكونون في غمرات العمى ... فيأتيهم رجل منتخب
فيهديهم لسبيل الهدى ... ويكسر أصنامهم والصلب
فو مد دهري إلى دهره ... لكنت نسيباً له في النسب
ويأتي على الناس من بعده ... ولاة يضيمون من لم يرب
وهم يملكون جميع البلاد ... لسفك دمائهم والحرب
وقد قيل أملكهم راهب ... فاني لأعجب كل العجب
لأمر يجيء على معشري ... يرى في جمادين أو في رجب
ويملك من بعدهم ذو التقى ... وأهل القضاء وأهل الحسب
هم الراشدون وأهل الهدى ... أبوهم أخو صالح المنتخب
ويأتي على الناس من بعدهم ... زمان كما قال أهل الكتب
تمنى العجوز لأولادها ... فراق الحياة وترك النصب
وبالشط أجبه من قومنا ... ويستغضب الملك منهم حقب
هو القرم في الأرض مستفتحاً ... يكون له الملك بعد الاربعاء
هو الخلف من بعدي المرتجي ... لفض الجموع وجمع العصب
علينا اليلامق والسابغات ... سلبنا الملوك وما نستلب
لنا ملكنا اليوم نقضي به ... ونحكم في ما لنا ما نحب
نجيز الأمور بسلطاننا ... لنبلغ ملكاً به مغتصب
قال معاوية: ويحك يا عبيد من يعني بهذا البيت الذي يغتصب الملك؟ قال: يعني رجلاً من ولد قحطان يسمى القحطاني اسمه على ثلاثة أحرف تجمع له الأرض يدعو إلى الله وذلك عند انقضاء ملك قريش. قال معاوية: قال ملكها ليغرب قبل انقضاء الساعة؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين إذا اختلفت قريش بينها لم يكن شيء حتى يخرج بعدها عيسى بن مريم يطهر

الصفحة 490