كتاب التيجان في ملوك حمير

الحرمين، فعند ذلك يخرج الرجل من ولد قحطان. قال معاوية: خذ في حديثك الأول عن تبع الأوسط أبي كرب وهو اسعد الكامل، واسمعني من بعض أشعاره ما حضرك. قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال تبع هذا الشعر الذي يقول فيه:
جلبنا الكتائب من منكث ... فجنبني أزال إلى الواعره
كتائب كالليل من حمير ... بأيديهم القضب الباترة
سرابيلهم كل فضاضة ... دلاص مساميرها ظاهره
آتاني بأن معداً تقول ... حمير شرذمة غادره
وأسعد يثأر في عصبة ... عوائر ليست لها ثائره
فلما آتاني كلام العبيد ... أثرت لهم عصبة ثائره
نصبت الحروب فقاسيتها ... ولم أور للخطة الخاسره
فسرت بجيش له أزمل ... يخط به البدو والحاضره
بأبناء قحطان من حمير ... على كل سلهبة ضامره
ففرت ميم وأشياعها ... ومن باليمامة من غاضره
وفرت نمير ومن نمرت ... وكانت قشير هي القاشره
وفارت يسعد قدور لنا ... بأمثالهم لم تزل فاثره
وعاجلت عجلاً لدى دارها ... بصاعقة فيهم بائره
صبحنا حنيفة ملمومة ... فأمست جدودهم عاثره
وكرت هذيل إلى أرضها ... وكانت لهم كرة خاسره
وفرت ثقيف وأحلافها ... فرقت ثقيف بنا الفاقره
وجاءت كنانة تبغي الأمان ... هنالك عانية صاغره
تركت ديار بني كاهل ... يبابا معطلة دامره

الصفحة 491