كتاب التيجان في ملوك حمير

وقائع من مضر تسعة ... وفي غيرهم كانت العاشره
فلما عطفتني لهم رحمة ... ولا أصرتني لهم آصره
فكيف رأوا حمير أهل حمت ... لما قالت الفئة الفاخره
حمت عز قحطان من أن يضام ... وكانت لمن رامها قاهره
بخيل تكردس بالدارعين ... وشبه الوعول على الظامره
قال معاوية: أحسنت يا عبيد. فهات أنشدني الشعر الذي قال في الزهد. قال: نعم يا أمير المؤمنين قد كان تبع حين نظر إلى البيت الحرام وعرف فضله ما ذكر له الحبران أن لله تعالى وتبارك نبياً من قريش وقع ذلك في قلبه وترك عبادة الأصنام فكان فيما قال هذا الشعر الذي يقول فيه زهداً:
أنيبوا للذي وضع الكتابا ... وسوى دونه سبعاً صلابا
فسواهن سبعاً مشرفات ... عظاماً حين تنظرها رعابا
وزين هذه الدنيا نجوماً ... تناثر عند مغربها انصيابا
مصابيحاً يضئن بكل أفق ... هدى للناس تنسرب انسرابا
علوت فليس فوقك رب شيء ... وما شيء يدانيك اقترابا
علمت الغيب والأسرار منا ... وتعلم من أساء ومن أنابا
نصبت بقدرة حرساً علينا ... ليحصو ما نجيء به كتابا
يرون بما نجئ ولا نراهم ... ولا ذكراً نحس ولا خطابا
نموت ونترك الدنيا لقوم ... ونصبح بعد جدتنا ترابا
فيبعثنا وقد كنا رميماً ... فيخلقنا وقد نخرت صلابا
وينشرها فيكسوها لحوماً ... ويبعثنا كما كنا شبابا
أعد الله للكفار ناراً ... أحاط بهم سرادقها عذابا

الصفحة 492