كتاب موسوعة الأخلاق - الخراز

على الالتزام بالأخلاق لكل إنسان مسلم، وغيرةً على أخلاق الأمة في هذه الأيام التي لَوَت أعناقَ الأخلاق الإسلامية، أو مسختها أو قتلتها، واتبعت صرعات من شرق وغرّب، متخذةً منهم القدوة، وتحت تأثير النجَاحَات المادِّية التي حققتها الأمم غير الإسلامية، والهجمات المحمومة التي ما انفك الأعداء يُوالُونَها في كل حين، قاصدين إطفَاء هذا النُّور، وتدْجِين المسلمين، علمًا بأنَّ كل ما يقترفونه بحق هذه الأمة يَجْري في خطِّ مدروس، تَضَافَرت على إنجاحه أحقاد اليهود، والصليبية، وغيرهم، وبعد أن عَجَزوُا عن تدْمِيرِ الإسلام وأهله في ميادين الحروب، حوَّلُوا الأمر إلى حرْبِ أَخْلاقِية تجرد شبابنا من كلِّ القيم، ولن يفلحوا ما دَامَ في هذه الأمة رجالْ مُخْلِصُون، يُنَافحُونَ عن هذا الدِّين في كل مجال.
وياللأسف فإننا نجد في هذا الزمان المتأخِّر أقوامًا ادعوا التَّمكُن ورجَاحة العقل، غير أنَّهم إلى الشهوات والشُّبُهات يَركُضُون، ومع النِّفاق وسُوء الأَخلاق يَجْرونَ.
وهم بذلك يخالفون حتى مسمى العقل، فما سُمي العقلُ عقلًا إلا أنه يَمْنَعُ الإنْسَانَ مِنْ الإِقْدَامِ عَلَى شَهَوَاتِهِ إذَا قَبُحَتْ، ويلزمه صراط الله المستقيم، والعاقل مَنْ عَقَلَ عَنْ اللهِ أَمْرَهُ وَنَهْيَهُ، وتمسّك بشرعه.
قال العلامة ابن قيم الجَوْزية رحمه الله:
"وحياة العقل: هي صحة الإدراك، وقوة الفهم وجودته، وتحقق الانتفاع بالشيء أو التضرر به، وهو نور يخص الله به من يشاء من خلقه، وبحسب تفاوت الناس في قوة ذلك النور وضعفه، ووجوده وعدمه، يقع

الصفحة 7