كتاب صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر (صلى الله عليه وسلم)
ومع فقده - صلى الله عليه وسلم - لهذين الحاميين، إِلَّا أنّه لم يضعف وقريش تكشر له عن أنيابها، ولم يتراجع عن دعوته، بل امتدت دعوته إِلى خارج مكة، وشرع يبحث عن أرض أخرى تقبل دعوته، وتنصر دين الله تعالى.
دروس وعبر:
1 - التضحية في سبيل الله حفاظًا على الدين.
2 - جواز الهجرة من بلد الشرك إِلى بلد الشرك والكفر إِذا كان في ذلك مصلحة للدين، وقد سَمّى الله فعلهم ذلك هجرة شرعية ومدحهم بها.
3 - جواز اللجوء إِلى غير المسلم والدخول في حمايته، إِذا لم يترتب على ذلك مضرة على الدين وحصل فيها نفع.
4 - بلاغة خطبة جعفر رضي الله عنه حيث اشتملت على كشف مساوئ الجاهلية، وبيان محاسن الإِسلام.
5 - كل شدة يعقبها فرج، فبعد خروج المهاجرين إِلى الحبشة أسلم حمزة بن عبد المطلب، وعمر بن الخطاب، فاعتز المسلمون في مكة بإِسلامهم، واستطاعوا المجاهرة به حتى صلوا بالمسجد الحرام علانية.
6 - الحصار الاقتصادي سلاح يلجأ إِليه الأعداء لإِلحاق الضرر بالمسلمين، ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه صبروا وثبتوا على دينهم حتى انتهى الحصار رغم طول المدة، فخرجوا من المحنة أقوى مما كانوا.
7 - فقد النبي - صلى الله عليه وسلم - نصيرين لهما مكانة عنده وأثر في الدفاع عنه، ومع ذلك استمر على طريقته ومنهجه في الدعوة، بل تطلع إِلى الانتشار خارج مكة، فبدأ يدعوا في المواسم، وخرج إِلى الطائف لطلب النصرة ونشر الدين وتبليغه.
الصفحة 130
320