كتاب صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر (صلى الله عليه وسلم)
إِليه؟ قال: نعم، قال: مرحبا به، فنعم المجيء جاء، فلما خلصت فإِذا موسى، قال: هذا موسى فسلم عليه فسلمت عليه، فرد ثم قال: مرحبا بالأخ الصالح، والنبي الصالح، فلما تجاوزت بكى، قيل له: ما يبكيك؟ قال: أبكي لأن غلاما بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي، ثم صعد بي إِلى السماء السابعة فاستفتح جبريل، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمَّد، قيل: وقد بعث إِليه، قال: نعم، قال: مرحبا به فنعم المجيء جاء، فلما خلصت فإِذا إِبراهيم، قال: هذا أبوك فسلم عليه، قال: فسلمت عليه فرد السلام، قال: مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح، ثم رفعت لي سدرة المنتهى فإِذا نبقها مثل قلال هجر، وإِذا ورقها مثل آذان الفيلة، قال: هذه سدرة المنتهى، وإِذا أربعة أنهار: نهران باطنان ونهران ظاهران، فقلت: ما هذان يا جبريل؟ قال: أما الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات، ثم رُفِع لي البيت المعمور، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك. ثم أُتِيت بإِناء من خمر وإناء من لبن وإِناء من عسل، فأخذت اللبن فقال: هي الفطرة أنت عليها وأمتك، ثم فرضت علي الصلوات خمسين صلاة كل يوم، فرجعت فمررت على موسى، فقال: بم أمرت؟ قال: أمرت بخمسين صلاة كل يوم، قال: أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم، وإِني والله قد جربت الناس قبلك، وعالجت بني إِسرائيل أشد المعالجة، فارجع إِلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، فرجعت فوضع عني عشرا، فرجعت إِلى موسى فقال مثله، فرجعت فوضع عني عشرا، فرجعت إِلى موسى فقال مثله، فرجعت فوضع عني عشرا، فرجعت إِلى موسى فقال مثله، فرجحت فأمرت بعشر صلوات كل يوم، فرجعت فقال مثله، فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يوم، فرجعت إِلى موسى، فقال: بما أمرت؟ قلت: أمرت بخمس صلوات كل يوم، قال: إِن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم،
الصفحة 138
320