كتاب صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر (صلى الله عليه وسلم)

قال تعالى: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} (¬1).
ودلائل نبوة نبينا محمَّد - صلى الله عليه وسلم - كثيرة جدًا وقد ذكر الإِمام البيهقي أنها تزيد على ألف دليل (¬2). بل ذكر النووي في مقدمة شرح صحيح الإِمام مسلم أنها تزيد على ألف ومائتي دليل (¬3).
ودلائل النبوة جاءت بحسب وقوعها على مراحل:
1 - ما وقع قبل البعثة، مثل بشارات الأنبياء به في الكتب السابقة (¬4)، وأخبار الكهان والجان (¬5)، وتسليم حجر عليه بالنبوة في مكة (¬6)، وشق صدره وهو في بادية بني سعد (¬7).
2 - ما وقع على يديه - صلى الله عليه وسلم - بعد البعثة حتى توفاه الله، ومن أعظم ذلك نزول الوحي بهذا القرآن العظيم على الرسول الله الأمي الذي لا يعرف القراءة والكتابة، ومثل نزول المطر بعد دعائه مباشرة (¬8)، ونبع الماء بين أصابعه (¬9)، ودعائه في الماء القليل فيكون كثيرًا (¬10)، وحنين الجذع الذي بمسجده عندما ترك الاستناد إِليه (¬11)،
¬__________
(¬1) سورة الحاقة، الآيات: 44 - 47.
(¬2) دلائل النبوة: 1/ 60.
(¬3) انظر: شرح النووي على صحيح مسلم 1/ 2.
(¬4) صحيح البخاري، ح رقم: 4838.
(¬5) صحيح البخاري، ح: 3866.
(¬6) صحيح مسلم، ح رقم: 2278.
(¬7) متفق عليه.
(¬8) صحيح البخاري، ح رقم: 3582.
(¬9) المصدر نفسه، ح رقم: 3573، 3585.
(¬10) المصدر نفسه، ح رقم: 3575 - 3574.
(¬11) المصدر نفسه، ح رقم: 3583 - 3585.

الصفحة 35