كتاب صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر (صلى الله عليه وسلم)

حياة: لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله فلا يجد أحدًا يقبله منه. وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه وليس بينه وبن الله ترجمان يترجم له، فيقول: ألم أرسل إِليك رسولًا فيبلغك؟ فيقول: بلى. فيقول: ألم أعطك مالًا وأفضل عليك؟ فيقول: بلى. فينظر عن يمينه فلا يرى إِلا جهنم، وينظر عن شماله فلا يرى إِلا جهنم. قال عدي: سمعت الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة.
قال عدي: فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إِلا الله.
وكنت في من افتتح كنوز كسرى بن هرمز. ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم - يخرج ملء كفه (¬1).
ومن ذلك:
إِخباره أن ابنته فاطمة هي أول أهله لحاقًا به (¬2)، فوقع الأمر كما أخبر.
وإخباره أن زينب بنت جحش هي أسرع زوجاته لحاقًا به (¬3)، فوقع الأمر كذلك.
وإِخباره بقتل عمار - رضي الله عنه - (¬4)، وبصلح الحسن مع معاوية - رضي الله عنه - (¬5).
وإِخباره بتقليد طائفة من أمته أعداء الإِسلام حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلوه وراءهم (¬6). وإِخباره بتنافس أمته في الدنيا حتى أهلكتهم وفرقتهم (¬7).
¬__________
(¬1) صحيح البخاري، كتاب المناقب، باب علامات النبوة ح رقم 3595 وانظر: (فتح الباري 6/ 610).
(¬2) صحيح البخاري، ح رقم 3626.
(¬3) صحيح مسلم، ح رقم: 2452.
(¬4) صحيح البخاري، ح رقم: 447، وصحيح مسلم، ح رقم: 2916.
(¬5) صحيح البخاري، ح رقم: 2704.
(¬6) المصدر نفسه، ح رقم 7319 و7320.
(¬7) المصدر نفسه، ح رقم: 6425 و 6426 وصحيح مسلم: ح 1052.

الصفحة 37