كتاب صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر (صلى الله عليه وسلم)
وإِخباره ببشارة عظيمة لهذه الأمة وهي: بقاء طائفة منصورة على الحق إِلى قيام الساعة (¬1).
4 - ما لم يقع حتى الآن ولكنه أخبر بوقوعه مستقبلا، ومن ذلك أشراط الساعة التي أخبر بوقوعها ولم تقع حتى الآن، وكذا عود الجزيرة العربية مروجًا وأنهارًا، وخراب الكعبة، وخراب المدينة، وحسر الفرات عن جبل من ذهب، وخروج الدجال، ونزول عيسى - عليه السلام -، وخروج يأجوج ومأجوج، والخسوفات الثلاثة، بالمشرق، والمغرب، وجزيرة العرب، وخروج الدابة، وكلام السباع والجمادات للإِنس (¬2). وقد أخبر - صلى الله عليه وسلم - عن فتح القسطنطينية، وروما. كما في مسند الإمام أحمد، ومستدرك الحاكم، عن أبي قبيل قال: "كنا عند عبد الله بن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما، وسئل أي المدينتين تفتح أولًا: القسطنطينية أو رومية؟ قال: فدعا عبد الله بصندوق له حَلَق فأخرج منه كتابًا، قال: فقال عبد الله: بينما نحن حول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نكتب إِذْ سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي المدينتين تفتح أولًا: أقسطنطينية أو رومية؟ فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مدينة هرقل تفتح أولًا" يعني القسطنطينية (¬3).
وقد تحقق الفتح الأول للقسطنطينية على يد السلطان العثماني محمَّد الفاتح سنة 857 هـ (¬4). الموافق 1453م، وبذلك تحقق الشطر الأول من الحديث، أما الشطر الثاني وهو الإِخبار عن فتح روما فلم يقع حتى الآن، وسيقع بحول الله كما أخبر الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم -.
¬__________
(¬1) صحيح البخاري، ح رقم: 3640 و 3641.
(¬2) انظر: يوسف الوابل، أشراط الساعة، ص 210، 204، 225، 231، 277، 347، 371، 381.
(¬3) مسند الإِمام أحمد 2/ 176 ومستدرك الحاكم 3/ 422، 4/ 508 وقال: صحيح الإِسناد، ووافقه الذهبي، وقد صححه العلامة الألباني، في السلسلة الصحيحة ح رقم: 4.
(¬4) انظر: المنح الرحمانية في الدولة العثمانية، لابن أبي السرور الصديقي ص 39.
الصفحة 38
320