كتاب صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر (صلى الله عليه وسلم)

فوائد معرفة الدلائل:
وهي كثيرة ونشير إِلى بعضها، فمنها:
1 - زيادة الإِيمان والتصديق وهذا أمر يجده المؤمن في نفسه فإِن الإِيمان المبني على العلم والمعرفة، والاطلاع على البراهين الدالة على ذلك، ليس كالإِيمان المتلقى تقليدًا، ومن المعلوم أنه كلما زاد الإِنسان من المعرفة في الشرع مع توفيق الله وهدايته له فإِنه يزيد تصديقه ويتعمق ويرسخ، وكلما علم دليلًا من دلائل نبوة النبي - صلى الله عليه وسلم - كلما زاد إِيمانه وتأكد تصديقه وثبت على الصراط المستقيم الذي جاء به النبي عليه الصلاة والسلام.
2 - زيادة المحبة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم -فإِن المحبة من الإِيمان وكلما اطلع المسلم على أحوال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وأخلاقه ودلائل نبوته وبراهين صدقه كلما زادت محبته، وهذا أمر مشاهد في أحوال من تعاشر من الناس، فالذي تعاشره كثيرًا وتعرف أحواله عن قرب تكون صداقتك ومحبتك له غير محبة من لا تعرف عنه إِلا أمورًا عامة مجملة.
3 - الإِيمان والمحبة يدفعان بالمسلم إِلى الاقتداء وتمام التأسي والطاعة لأمره - صلى الله عليه وسلم -، والابتعاد عما ينهى عنه والنفور منه، فالإِيمان والمحبة الصادقة عمل وسلوك إِيجابي، وباعث قوي على الطاعة والاستجابة، وليست مجرد عواطف ومشاعر.
4 - اليقين الجازم بظهور دين الإِسلام وبقائه مهما كثر الباطل وأهله. وهذا يزيل اليأس والقنوط والضعف الذي قد يصيب بعض النفوس، فيأتي هذا اليقين الجازم ليدفعها إِلى العمل الجاد، والثبات على الحق، والدعوة إِليه، وموالاة المؤمنين، والبراءة من الكفار والمشركين.

الصفحة 39