كتاب صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر (صلى الله عليه وسلم)
النوع الثالث: السير والمغازي
والمقصود بها تاريخ رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وجهاده في نشر الدعوة في العهدين المكي والمدني، ويدخل في هذا النوع تعاملاته المختلفة مع أهله، ومع أصحابه، ومع غير المسلمين، وما يقع من الصحابة بين يديه أو يبلغه فيقرهم عليه أو يعدل لهم فيه، وسيأتي تفصيل ذلك في فصول الكتاب.
ثمرات دراسة السيرة النبوية
الأهداف والمقاصد التي ذكرنا بعضها -فيما مضى- ينبغي أن تراعى في المنهج التعليمي، وأن يجعلها المعلمون والمربون نصب أعينهم في تدريسهم وتعاملهم مع طلابهم، وعلى أساس تلك الأهداف والمقاصد تُبنى الشخصية المتكاملة للفرد المسلم والجيل كُلّه كما كان في عهد النبوة والقرون المفضلة، ومن المقرر عند أهل العلم أنه لن يَصْلُح آخر هذه الأمة إِلا بما صَلُح به أولها، والمنهج الذي أخرج خير الأجيال وأعلاها وأكملها، حقيق بالاتباع والاهتمام والاعتماد عليه في مناهجنا التعليمية والفكرية، وفي بناء الأمة الاجتماعي والسياسي والإِداري.
والثمرات التي يجنيها الدارس من دراسته للسيرة النبوية كثيرة وواسعة وغير محصورة لكن نذكر بعضها:
1 - تحقيق شطر الشهادة التي هي الركن الأعظم من أركان الإِسلام: وذلك بتحقيق توحيد المتابعة للرسول - صلى الله عليه وسلم - فإِن الشهادة بأن محمدًا رسول الله تستلزم أربعة أمور كما قرر أهل العلم (¬1).
أ- تصديقه - صلى الله عليه وسلم - فيما أخبر عن الله وصفات كماله ونعوت جلاله وأسمائه وصفاته،
¬__________
(¬1) انظر: الأصول الثلاثة، للشيخ محمَّد بن عبد الوهاب، ص 14.
الصفحة 40
320