كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

الذي نخرجه في حاجةٍ إلى أن تتظاهرَ عليه هذه الاعمالُ المختلفة، من
التعليقاتِ والتمهيداتِ والجداولِ والهوامشِ والفهارسِ، بل لعلّه في حاجةٍ
إلى أن يُثْقَل بذلك، حتى ياتيَ عملُنا كاملاً، أعني حتى يؤدَي عملنا غايتَه
الأصيلةَ من نشر النصوص، وتمهيدِ السبيل لدراستها.
إنّ الذين يدعون إلى الاكتفاء بتقديم نصٍّ صحيحٍ إلى القارى العربي،
يثيرون الجدلَ حول طائفةٍ من النقاط. . . حول إثباتِ الخلافاتِ بين النسخ ا و
إغفالها، وحول ترجمةِ الأعلام أو إهمالها، وحولَ الإشارر إلى بعض
الأحداث او السكوتِ عنها، َ وحولَ شرحِ بعضرِ الأبيات أو تجاوز
شرحها. . . وهم يؤثرون ان يتخلّوْا عن ذلك، مكتفينَ بما يسمونه النمنَ
الصحيح.
ولكنْ من المؤكّد ان هذه الأشياء كلَّها هي الطريقُ إلى سلامة النص، إلى
استبانة هذه السلامة، وإلى تأكيدِها، إلى معرفتها، وإلى الاطمئنان إليها. .
ثم هي الطريقُ إلى تيسير الإفادة من النصّ، حتى لا تكونَ قاصرةً علئ القلّة
القليلة من العلماء، وإنّما تتجاوزهم إلى الكثرةِ الكاثرةِ من العلماء
والباحثين، والدارسينَ الذين يقفون اليوم على عتبة الحياة العلمية، وينشدون
الوسائل لاجتيازها.
إن محورَ المناقثةِ في هذا الموضوع يدورُ حول الجواب عن السؤال
التالي: لِمَنْ نقدِّمُ هذا التراثَ الذي ننشرهُ؟ أنحنُ نقدّمُهُ للمتخصصين
المتعمّقين وحسبُ، أم نحن نقدّمه للدارسين بوجه عام، في المستويات
المختلفة التي يقفون عليها؟.
الواقع أننا، في هذه الفترة من تاريخنا الأدبي بخاصة، إنّما نقدّم هذا
التراث للدارسين جميعاً، نطلعهم عليه، ونعرّفهم به، ونضعُه بين أيديهم،
ليكونَ زادَهم في المطالعةِ والتثقُّف والمعاناة، وما ينبني على ذلك بعد، من
دراسةٍ او تقييمٍ أو استنتاجِ، أو استكمالٍ لمناحي التأريخ الأدبي، أو سد
لبعض الثغرات فيه.
101

الصفحة 101