كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

من يجمعُ الأصولَ ويعارضُها، ومنهم من يجلوها ويشرحُها، ومنهم من
يدرسُها ويسثنتجُ منها. . لو كانت عندنا مثلُ هذه الفِرق التي تنهضُ بذلك
كله، على نهجٍ متصلٍ، وتعاونٍ متكاملٍ، وعلى جهدٍ يلحقُ بعضُه بعضاً،
وجممئمُ بعضُه بعضأ، لكان من الممكنِ ان نجتزى بنشر النص، وآن نحلَّ رأي
أصحاب الطريق الاَخر محلّه. . ولكننا نعلم ألَهم قِلَّة آولئك الذي ينذرون
أنفسهم وضياءَ أعينهم لهذه المهمات، قِلَّة اولئكَ الذين يفوِّتون عن عَمْدٍ
فُرَصَ الحياة المزخرفة، يتجاهلون كل إغراءاتها الملوّنة، طيّبةً بذلك
نفوسُهم، ليقفوا جهدَهم على هذه الوعور، حتى يحيلوها دِماثا13) لينةً،
خالصةً لأدبهم وتاريخهم ولغثهم وتراثهم.
ألا تبدو الحاجةُ بعدَ هذه ماسّةً إلى أن نعاوِدَ النظرَ في الطريقة التي يريدُ بها
طائفة من محققي النصوص أن يأخذوا بها انفسَهم وزملاءهم، وأن نفسحَ
لواقع التراثِ نفسِه ولطبيعةِ النصوص المنشورةِ ان تلوِّن أعمالنا، وان
تكيثها، وأن تمنحَ هذه الأعمال الحريةَ التي يُخرَجَ بها كلّ نصنّ على النحو
الذي يحقِّقُ آكبر الفائدةِ منه، ويجنّب تكرار الجهد فيه، ويؤدّي إلى سهولةِ
الكشف عنه، ويساعد على أن يصلَ به إلى مرحلةِ الدراسةِ، دونَ أن يحتاجَ
إلى جهودٍ مكرولؤ اخرى؟! ".
مجبممجلا! لأ
1 - مقدمة المرزوقي في شرحه لحماسة أبي تمام (2)
هذه المقدّمة التي قام بتحقيقها أستاذُنا - رحمه اللّه - هي اوّلُ عمل ينشر5
في مجلة (المجمع)، كان ذلك سنة (952 أم)، وهي السنةُ التي عُيّن فيها
في كلية الاداب بجامعة دمشق، ويلخّص اهميتَها باًنّها:
"مقدّمة نقدية بارعة، قلَّ أَنْ نظفَر في الخزانة العربية في باب النقد بمثل
(1)
(2)
سهلة.
نشرها محققة في مجلة المجمع العلمي بدمشق سنة (952 ام)، المجلد 37،
صه 7 - 03 1.
104

الصفحة 104