كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

من الأستاذ رئيس المجمع محمد كرد علي كل تشجيع، ثم تابع الأستاذُ خليل
مردم مسيرةَ المجمع برئاسته، ولقي الدكتور شكري أكبر التشجيع وأقوى
النُّصرة على متابعة العمل.
وصدر الجزء الأول من الخريدة في أواخر عام (955 ام)، واعتمد
الدكتور المحقق على خمس مخطوطات تتفاوت قيمها، ولكنَّ اجلَّها
مخطوطةُ المكتبة الوطنية بباريز.
في هذا الجزء الاول من قسم شعراء الشام ترجماتٌ ومختارابٌ لخمسة
وأربعين علماَ: من شعراء بلاد الساحل الشامي (3) وشعراء دمشق (10)
وعلماء دمشق والقدس (10) وفضلاء دمشق (8) وفضلاء حمص (2)
وفضلاء حماة (2) وبني منقذ من شيزر (10)، وفي تضاعيف هذا الجزء
فصولٌ ورسائِلُ نثرية طويلة كرسالة: "النسر والبلبل " للمهذّب الدمشقي،
ورسالة في الصيد والشراب للأمير يغمر بن عيسى.
أمّا عن عمل أستاذنا في هذا الجزء فيحدّثنا عنه الأستاذ عبد الهادي هاشم
رحمه اللّه بقوله: "أنفق المحقق الفاضلُ، مشكورا محموداً، الكثيرَ منٍ
الجهد وٍ الوقتِ في إخراجِ هذ! الجزء للناس، وطبعه طبعةً علميةً نقديةً منقحة
صحيحة، فجمع ما تيسّر له من أصول الكتاب، وقارن بين الرواياب،
وتخيّر أفضلَها، وضبطَ الكلماتِ التي يتوقَّفُ جمهور القراء عندها، وشرح
معنى الغريب منها، وترجم لمن وردتْ أسماؤهم في المتن، واستند في
ذلك إلى المراجع العربية الموثوقة، فيسّر بذلك قراءة هذا السفر الثمين،
وهوّن الإفادة منه على أيسر وجه وأهدى سبيل، ووطّأ المحقِّق بمقدمةٍ تعرِّف
بالكتاب ومؤلفه، وتصفُ الأصول التي اعتمدها، تقفوها رواميز هذه
الأصول، ثم ألحق بهذا الجزء مستدرَكاً أودَعه ما بدا له فيه رأيٌ مستأنَفٌ بعد
أن سبق طبعه، وعقّب على ذلك بستّة فهارس لائواب هذا الجزء، وأسماء
شعرائه، والمختارِ من منظومه ومنثوره، وللأَماكن، والأعلام،
والمراجع، والكتب الواردة في متنه وحواشيه. وَوَضْعُ فهارسَ متقنةٍ وافيةٍ
لمثل هذا الكتاب الوسيع أمرٌ محتّم في كلِّ طبعة نقدية، ولا يقدّرها حقَّ
109

الصفحة 109