كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

المبحث الأول
النشأة والتحصيل

لا شكّ انّ كلَّ امرئ وليدُ بيئته، وصورةٌ عنها، أو عن بعض جوانبها علئ
الا! ل، يتمثّلها في نفسه، ويعكِسُها من هذه النفس بمظاهر شتّى. فإذا اضفنا
إلى أثرِ البيئةِ جانبَ الثربية والتوجيه، وجمعنا إليها الاستعدادَ الشخصيَّ
والموهبَةَ الفطريةَ، أدركنا الأرضيّة الهامة التي قامتْ عليها شخصيةُ الدكتور
شكري فيصل، تلك الشخصيةُ العلميّة والفكرية والوطنية والإنسانيّة التي
برزت خلال سني حياته.
ولد الدكتور شكري سنة (336 1هـ= 918 1م) عندما وضعت الحرب
العالمية الأولى أوزارها، وانسحب الأتراك من بلاد الشام، ورأى النورَ في
حيٍّ كان أهم ما فيه حركته العلمية الموزعة في المساجد والبيوت وحلقاتِ
العلم، ومجالس المذاكرة والمدارسة. . كان في ذلك الحيّ - حيّ العُقيبة-
وجوهٌ من العلماء الأعلام الكبار، من ابرز علماء دمشق. فيه رئاسة رابطة
العلماء، التي تراسها العلامة أبو الخير الميداني (ت 380 اهـ) (1)،
وفيه مشيخة القُرّاء عند آل الحلواني، وفيه حامِلُ رايةِ علم الحديث
والتوجيه العلامة الشيخ محمود ياسين (ت 367 اهـ) (2)، وفيه مشيخة
الفقه الحنفي ممثّلة بالعلامة الشيخ عبد الوهاب الحافظ المشهور بدبس
وزيت (ت 389 اهـ) (3)، والعلامة الشيخ محمد سعيد البرهاني
(1)
(2)
(3)
تاريخ علماء دمشق: 2/ 0 72.
المصدر السابق: 2/ 615.
المصدر السابق: 2/ 9 82.
11

الصفحة 11