كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

آخر، وقد تراه على وجه ثافي، غير ألَكَ لا تملِكُ أن تجعلَ وقتَكَ كلَّه وعمرَكَ
كفَه وقفأ على كتاب، وقصاراك أن تبذلَ الجهدَ الذي تستطيعُ في ظروف
الزمان أو المكان أو العمل الذي أنتَ فيه ".
والجديرُ بالذكر أنَّ أستاذنا قد واجه مشقّات كثيرة في تحقيق هذا الكتاب،
فالكتابُ يضمُّ تراجم لعددٍ من الشعراء، لكل أسلوبُه ومميزاتُه ومنهجُه،
ففيهم الحكّامُ والفقهاءُ والمحدثون، والكتابُ يضمُّ ايضاَ مختاراتٍ من النثر
الذي يخضع لكلِّ الذي خضعَ له نثر القاضي الفاضل ومَنْ جاء بعده من تغليب
الصنعة حتى لا تكادَ تعثر على المعنئ إِلا بجهد وتأوُّلِ.
ويختم أستاذُنا مقدمته بالشكر وفاء لرئيس المجمع على ماكان من
توجيهه، ولمن اعانه على ظهور هذا العمل.
في جملا*
ثم صدر الجزء الثاني من (الخريدة) (1) بعد اربع سنوات من صدور الجزء
الاول، ويعودُ السبب في ذلك إلى ما يتّصل بالكتاب، وما يضمه من تراجم
أدباء تختلِفُ مواطنهم وبيئاتهم، ويتباينُ شعرهم ونثرهم، واضطر استاذُنا
أن يكون جهدُه تبعاً لهذا التمايز والتباين، موزّعأ بين هذه الكثرة من البيئات
والأماكن، وهذ 5 الوفرة من الاشاليبِ والأشكال، وهذا العديد من الأمراء
والسلاطين، وهذ 5 المجموعات من الا! رادِ والبيوت، التي طوى عليها
العمادُ هذا القسم من الخريدة.
وهذا الجزء من الكتاب لا يشاكِلُ الجزءَ السابق فحسب في أنّه يتحدّث عن
شعراء بأعيانهم يجلوهم، ويعرض شعرهم، وإنّما ينفرِدُ في أنّه يتحدّثُ عن
أسر كاملةِ فشا فيها الشعر، ودار هذا الفنُّ من القول بين الأجدادِ والاَباء،
والأبناء والأحفاد، حتى أصبحَ تراثاً يزدادُ مع الأيام، فإذا نحن امام
مجموعات من الشعر ذاتِ لونٍ معين، وأمامَ مجموعةٍ من الشعراء لا تربطهم
(1)
طبع بالمطبعة الهاشمية بدمشق عام (378 اهـ= 959 ام)، نشره المجمع
العلمي العربي بدمشق، ويقع في 559 صفحة.
111

الصفحة 111