كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

قرابةُ الادب فحسب، صمانّما تربطهم قرابة النسب، وهذا ما جعل أستاذنا
يندفع إلى ميادينَ مختلفة في التنقيب للوصول إلى مصدر يجدُ فيه بغيته،
وهذا الأمرُ لا يستطيعُ تحقيقه إِلاَّ أصحابُ الدُّرْبة من المحققين المتقنين
الكبار. وكان هدفُ أستاذنا من هذا هو تقريب تراثنا القديم، وتيسير الانتفاع
به، ووضع نتائجه موضع النظرة السريعة القريبة.
يضمُّ هذا الجزء تراجمَ ومختاراتٍ شعرية ونثرية لأهل المعرّة من بني
سليمان التنوخيين، وأولادِ ابي المجد الأول، وأولادِ علي ابن أخي أبي
العلاء، وجماعةٍ من أهل معرة النعمان، وتراجم لبني الدويدة، وبني
أبي حُصين، ثم جماعة اخرى من أهل معرة النعمان، ومن بني
عبد اللطيف، وبني الحواري، وبني المهنا، وبني المهذّب. وتراجم الأدباء
من حلب، ومن بني جرادة، وتراجِمَ لجماعةٍ متفرقين، ثم تراجم لأدباء
حرّان، والرقة، ورحبة مالك. وباب في ذكر محاسن جزيرة ربيعة، وديار
بكر، وما يجاوِرُها من البلاد، ثم تراجم لأدباء المَوْصِل، ويخصُّ آ ل
الشهرزوري بفصل خاص، ويترجم بعد ذلك لجماعة من أهل سنجار،
ونُصَيْبِين، والجزيرة، وفنك، وديار بكر، ولجماعة من الاكراد الفضلاء.
ويتميّزُ هذا الجزء بكثرة النصوص الحئرية إلئ جانب الشعر، وهذه
النصوص لا نعثر عليها في كتاب آخر، وهي تضمُّ إضافةً إلئ نثر العماد نئر
جماعة من الادباء والعلماء والوً عاظ والخطباء كأبي المجد الثاني ابن أخي
أبي العلاء، والحصكفي والفارقي محمدبن عبدالملك، ومثلُ هذه
النصوص التي تمثّل أوجهاً من النثر الفني مادةٌ خصبة لدراسة النثر في هذا
العصر من نحو، وتطوره من نحوٍ اخر، منذ سيطر أسلوبُ المقامات في
بعض اشكاله، وطريقة القاضي الفاضل في بعض أشكاله الأخرى. وهذ5
النصوص جديرةٌ كذلك أن يُستفادَ منها في دراسة الحياة الاجتماعية،
والتعرف لبعض معالمها، وتعطي أيضاً صورةً واضحة عن ادب الحياة الدينية
في اشكاله النثرية.
أما عن النهج في تحقيق هذا الجزء فذلك هو الذي فعله أستاذُنا في الجزء
112

الصفحة 112