كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

الأول، تحرّى وَجْهَ الصحّة، وأثبتَ الخلاف بين النسخ، وشرحَ ما وقعَ في
نفسِه ضرورة شرحه، ومهّد للنص حيث يجبُ التمهيدُ من حياة صاحبه، أ و
من أحداثِ التاريخ، وساقَه ذلك إلى التراجم والتعليقات والملاحظات التي
يجدُها القارئُ في الهوامش. . ولتحقيق ذلك استعانَ بكلِّ ما وقع عليه من
المصادر، وأوجز أو أشار إلى النقول عن الكتب المطبوعة المتداولة،
وكانت له وِقفةٌ متأنيةٌ عند المصادر المخطوطة ليس في المكتبة الظاهرية
ومكتبة المجمع العلمي العربي فحسب، وإنّما استفاد من المكتبات الخاصة
كمكتبة الأستاذ أحمد عبيد ومكتبة الدكتور يوسف العش.
أمّا الفهارس فقد نهج في وضعها نهجه في فهارس الجزء الاول، غير أنّه
لم يقف عند أسماء الأعلام، وإنّما تجاوزها إلى أسماء آبائهم وأجدادهم
مهما يطل نسبهم، والى صناعتهم، وألقابهم، وكناهم، وشهرتهم، وإلى
مدنهم، ومذاهبهم، كلُّ ذلك مع الإحالات لكي يسهّل التعرّف إلى الأسماء
ليقع الباحث على طلبته، وأخيراً يقول أستاذُنا عن عمله:
"لستُ أدعي لعملي في هذا كله الكمالَ والدقّة، فما يملك الذين يعملون
في التراث العربي ممن اَتاهم اللّه خشيةَ العلماء، ان يُخْطِروا ذلك على بالهم،
بَلْه ان يطلقوا به ألسنتَهم، فلا يزالُ اكثرُ هذا التراث مُغَيَّبا أو في حكم المغيَّبِ،
ولعلّ كل الذي أقوله: إفيّ أتمنى أن اكون قد وفَّيت هذا العمل حقه بالقدر الذي
ملكتُ من جهد، والمدى الذي أنفقتُ من وقت، والحدّ الذي استطعتُ من
وسائل. . إنّ بعض الجداول مثلاً قد يكون محاولة آولى في هذا السبيل ما ظفرت
فيها بأكثر من هذا القدر الذي وصلت إليه، ولكنني مطمئن إلى آنَّ الباحثين
الذين سيتعاقبون في هذا المجال سيغنون هذا العمل أو يزيدون في ضبطه ".
بميم7
ثم أصدر الجزء الثالث من (الخريدة) (1) بعد خمس سنوات من إصدار
(1)
طغ في المطبعة الهاشمية (383 اهـ- 964 أم)، نشره المجمع العلمي
العربي بدمشق، ويقع في 595 صفحة.
113

الصفحة 113