كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

منحدراً وعلى يساري مُصعداً. . . وما كنتُ أدري أن على رفٍّ في جدار من هذه
الجُدُرِ، في بيت الأستاذ العلوي، نسخة من (الخريدة) سيكونُ لها في هذا السأن.
ودخلتُ منزل الأستاذ التقي العلوي، يقودني تهذيمط بالغ لا أملكُ آ ن
أصفه، ووداعة وادعة لا تقع عليها إلا في النادر. .
وأمسكتُ بالكتاب حين وجدتُ آنَّ هذا الجزء من الخريدة يتضمّن قسم
شعراء دمشق، وكانت المفاجأة أحلى حين وجدتُ أنَّ الجزء مكتوب بخط
مشرقي، حلو واضح، مشكول آحياناً، وأنّه قديئم قديئم يعود إلى القرن السابع.
ووجدتني آتطلّع إلى السماء، كانما أتجه إلى الله في صلاةٍ عميقةٍ
مهموسةٍ، وأتطلعُّ إلى الكتابِ كانما انظرُ إلى جوهرةٍ، إلى دزؤ صدفيؤ امتى
يرها يهل ويسجدُ" كما يقول النابغة في حُبٍّ وإشفاقٍ وطموحٍ. . .
وكان الأستاذ التقي يحبُّ آن يشارك في إحياء التراث بنشر هذا الجزء،
. . ولكئه حين رأى صلتي بالخريدة، وعملي فيها، نزل عن ذلك كله،
وأباح لي في أريحيةِ عالمٍ، وصوفيةِ تقيٍّ، ونُبْلِ سي! أن آنوبَ عنه في ذلك.
وكذلك عمدتُ في العام الثاني (1965 - 1966 م) لوجودي في المغرب
إلى تجديد عملي كله الذي آفنيت فيه عامي الأول، في ضوء هذه النسخة
الجديدة، حتى صح لي أن أخرجه على هذا النحو الذي يراه القارى".
إخراجُ النصّ وتسميةُ الكتاب:
مضى -رحمه اللّه - في إخراجٍ هذا النصّ علئ نحو ما فعل في إخراج
الأجزاء السابقة، لم يعتمد نسخة بعينها على أنها الأصل أو الأمُّ. واعتمد
عنواناً على النحو التالي: شعراء دمشق والشعراء الأمراء من بني أيوب.
قيمة الكتاب:
1 - في هذا السفر كثيز من الملاحط النقدية التي كان ينثرها في أعقاب
القصائد أو في مقدّماتها أو في أثنائها.
2 - يعزفنا الكتاب بهؤلاء الشعراء الأمراء، كيف كانوا يقولون الشعر،
وكيف كانوا يستمعون إليه، ويثيبون عليه.
120

الصفحة 120