كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

ثحمِلُ مقدمةً يطمئنُّ القارى إلى كلّ مصادرها، وإلى ثحديد هذه المصادر في
كلِّ قصيدة او مقطوعة. . بل هناك طمسٌ لهذه المصادر، وسكوتٌ مقصود
عنها. . . ومهما يكن من شيء، فالمؤكَّد آني لم أستطع وأنا أدرسُ
أبا العتاهية أنْ أطمئنَّ إلى هذا الديوان، أقيمُ الدراسة عليه ".
ثم يقول: "وقراتُ للشيخ أحمد محمد شاكر في (الشعر والشعراء) لابن
قتيبة تعليقةً على ثرجمةِ ابي العتاهية قال فيها: "وديوانه معروفٌ مطبوع،
طبعهُ الآباء اليسوعيون بمطبعثهم في بيروت، وهم قوئم لا يوثق بنقلهم،
لتلاعبهم وتعصبهم، وتحريفهم، ولكن هذا الذي وُجد بأيدي الناس " فكانت
هذه المقالةُ مثاراً جديداً لي. . . وخطوةً جديدة في ذهني وقلبي نحو ديوان
آبي العتاهية، في سبيل نشرالديوان".
وبدأ يسألُ عن مخطوطات الديوان، فاهتدى إلى نسخة الظاهرية التي
صنعها ابن عبد البر النمري، وأخذ يقابلُ بينها وبين الذي في مطبوعة الاث
لويس شيخو، ولفت نظره في شيءً من عنفب تحريفاتٌ غريبةٌ، كأنها عملٌ
مقصودٌ، وتجاوزَ ذلك إلى بترِ بعض الأبياتِ ذواتِ العددِ من بعض
القصائدِ، وذكَرَ قولةَ الشيخ شاكر رحمه اللّه، وكان يظنُّ فيه بعض الحدّةِ،
فإذا حديثُه دون أن ينهض لهذا التضليلِ الذي انساقتْ إليه طبعة الأب شيخو،
والتي أرادتْ أن تسوقَ إليه الناسَ في شيء كثير من الاستخفافِ بكلِّ أمانةِ
العلم، وخُلُقِ العلماء.
واستقر عند أستاذنا أمرُ السؤال عن مخطوطاتٍ أخرى للديوان، فطفق
يلوِّبُ في رغبة جامحة، وحين كان في ألمانية أواخر تشرين الأول من عام
(965 أم) موفَداً من الجامعة السورية للاطلأع كان من بعضِ همه أن يطّلع
على مخطوطات برلين، وتوبنغن، فقضى الاشهر الأربعة الأُولى بين هذه
المخطوطات، وكان من سعادته أن عثر على نسخة من ديوان أبي العتاهية.
وعلى ذلك فقد توافرت له نسختان مخطوطتان من الديوان: الأولى التي
في دمشق، والثانية في توبنغن.
123

الصفحة 123