كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

ثم هو يحذفُ البيتَ كله ويعمدُ إلئ طيِّ الأبيات ذوات العدد التي في مدحِ
الرسول! شًيِ!.
ثم يتساءل أستاذنا:
"ألي! من الحقِّ إذنْ أن تكونَ إعادةُ نشر ديوان أبي العتاهية أؤلَ واجبِ
العاملين في الدراسة الأدبية أينما كانوا؟ استنقاذأ لسمعةِ هذا الترَاث أن يكونَ
من بين الذين يعملون فيه مَنْ تهونُ عليهم كلُّ القيم العلمية والأخلاقية
يدوسونها من غير رادع ثم لا يتورعون ".
وتتلخّص خِطةُ عمل أستاذنا في تحقيق الديوان ونشره في:
1 - تحقيق النصوص:
واعتماده على نسخة توبنغن، واستعانته بنسخة الظاهرية، فأثبت
الخلافات بين الأصول، وأشار إلئ كثير منها في الهوامش، وخرّج القصائدَ
والأبيات، وعزاها إلى مصدرٍ أو أكثر.
هذا عن الديوان، امّا عن تكملةِ الديوان - أي شعر أبي العتاهية الذي لم
يردْ في المخطوطتين - فقد جمعه من كتب الأدب والتاريخ والتصوّفِ.
2 - الأشعار والأخبار:
سعى أستاذنا إلى الربط بين أشعار الشاعر وبين أخباره، لإقامة الدراسة
الادبية وفهم النصوص، فالاخبارُ والأشعارُ وجهان لحقيقةٍ واحد؟ هي وجودُ
هذا الشاعر في معناه المزدوج: من حيثُ هو إنسان يشاركنا أحداثَ الحياة
وتجاربها، ومن حيثُ هو فنان ينفردُ عنا بقدرته على الانفعال بها نوعَ انفعالٍ
يقود إلئ صياغتها صياغةً متميزةً، والتعبير عنها تعبيراً فذّاً.
وفي ضوء هذا فقد كان في عمله حريصاً على أخبار ابي العتاهية قدر
حرصه على اشعاره، وعلى ذلك كان ما يرى القارئُ من عناية بذكر كلّ
ما يتصل بالقطعة من خبرٍ ضئيل أو جليلى.
125

الصفحة 125