كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

4 - ديوان النابغة الذبياني بتمامه
صنعة ابن السكيت (1)
تعودُ صلةُ أستاذنا ومحبته للنابغة أيام كان على مقاعد الدرس، من خلال
الدروس التي استمع فيها أيام مرحلة الدراسة الثانوية إلى الاشتاذ الجليل
العلامة محمد سليم الجندي يتحدّث فيها عن النابغة، وكانت أمنيته رحمه اللّه
أن ينشرَ ديوان النابغة بطبعة محققة، ومضت هذه الرغبةُ تنمو، وهو يتابع
مراحل الدراسة في القاهرة، ومراحل التدريس بدمشق.
وكان أمله أن يُيَسَّرَ للشعر الجاهلي من يُعنى به عنايةً مخلصةً، لأن
العناية بهذا الشعر من جميع جوانبه هي وحدها التي تستطيعُ أن تعيدَ إلى
أذهاننا تكوين الصورة المزدوجة: معرفة الشعر الجاهلي، ومعرفة وجوه
الحركة العلمية في القرون الأولى، ذلك أنَّ ما كُتِبَ عن قرن الجاهلية قبل
البعثة، وقرن الصحابة والتابعين بعد البعثة، لا يفي بهما، ولا ينهض لهما.
ومن اجل استجلاة واضجٍ لصورة العصز الجاهلي لابذَ لنا ان نتعرّف الى
تراث هذا العصر، معتمدين على أصول تراثية أصيلة، وكان من هذه
المشاعر وهذه الأفكار أنْ أخذ الديوانُ طريقه إلى التحقيق.
ولذلك كان من الطبيعي ان يُعنى بإخراج طبعة من (ديوان النابغة) تجتمعُ
فيها الشروح الأصيلة، وكان ابنُ السكّيت الأملَ المنشودَ في ذلك.
ثم تحدّث الدكتور عن الصعوبات التي وإجهته في تحقيق هذا الشرح،
ومنها اعتمادُه على أصل واحد، وأنه لابدّ من الاعتناء بالضبط والإحاطة
بالأحداث والمعاني التي تعينُ على فهم النصّ، وان يسذَ النقصَ الذي يعتري
بعض الشروح السابقة التي كان بعض الشراح او كثرة منهم يجاوزونها أ و
(1)
صدر عن دار الفكر ببيروت سنة (968 ام)، ويقع في 275 صفحة، إضافة
إلئ 16 صفحة مقدمة.
127

الصفحة 127