كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

وعن المنهج الذي اتخذ 5 الحافظ ابن عساكر في صياغة الترجمة يقول
الدكتور رحمه اللّه:
"إنّه يقدِّمُ لك مادتها الأولى مسندةً في كل جزئية من جزئياتها، وتتعدَّدُ
صور الخير بتعدّد الأسانيد. . . إنّه يتابع أصحاب الحديث في طريقهم في
الإسناد. . ولهذا فإنّ كلَّ ما عند ابن عساكر في تاريخه ينشعِبُ في هذين
القسمين الكبيرين: الأسانيد والأخبار.
فاما الأسانيدُ وتحقيقُها، ومعارضة بعضها ببعض، والتثبت من الأسماء
والتعريف بها، ومحاولة الاطمئنان إليها، واسثدراك ما قد يكون سقطَ منها،
أو تصحيح ما يصيبُ الأسماءَ من تصحيفٍ أو تحريفٍ، ثم الفهرسة لها،
فعملٌ منفرِدٌ برأسه.
وأمّا الأخبار وضبالها وتحقيقُها ومقابلتُها أحياناً على المصادر التي أخذت
عنها فعملٌ اَخر، ونحن في كلا العملين بحاجة إلى مجموعة من المصادر
ليست هي دائماً مجموعة المصادر التي نحتاج إليها في العمل الآخر".
وبعد الانتهاء من تحقيقه هذا الجزء قال رحمه اللّه:
"هذا وأجدُني في نشق فرجٍ غامر وأنا أقدّم هذا الجزء، أنسى معها
وينسى ذلك أَيضأ هؤلاء الذين ساعدوني على مراحل العمل كلها الصعوبات
التي واجهتنا، والمشقّات التي احتملنا، والوقت الذي أنفقنا، إنّها
صعوبات من كلِّ نوع في كلِّ مرحلة: في النسخ، والمقابلة، والتحقيق،
والفهرسة ".
هذا هو القسم الأوّل من المقدمة التي تكلّم فيها عن الكتاب ومؤلفه،
وأما القسم الثاني فتكلّم فيه عن عمله في التحقيق، وينحصِرُ هذ! العملُ في
الكلام علئ الأجزإء المخطوطة، وعلى نهجه في التحقيق، وعلى مكان هذا
الجزء المطبوع من النسخ المخطوطة، وعلئ بعضِ الضوابط في إخراخ
الكتاب، ثم ختم مقدِّمته البليغة بخاتمة ذكر فيها مراحل العمل، وكانت
خاتمةُ هذه المقدّمة دليلأ على إيمانه العميق: " رَئنَا لَا لر! غ قُلُوبَنَابَعدَ إِدهَدَيْتَنَاوَهَمت
لَنَا مِن لَّانكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ اَئوَهَّاب " أ آل عمران: 8).
131

الصفحة 131