كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

المبحث الثالث
ا لبعو ث 4 ا لمعا ف ا ت 9 ا لنر 9 1 ت
1 - نثر شوقي (1)
هذا البحث ألقاه الدكتور شكري فيصل في المهرجان الذي أقامه المجلس
الأعلى لرعاية الفنون والاداب والعلوم الاجتماعية في القاهرة من (15 - 2 1
تشرين الأول / أكتوبر 958 أم) لتكريم ذكرى أمير الشعراء أحمد شوقي
بمناسبة مرور خمس وعشرين سنة على وفاته، وكان من كلامه: "أكان شوقي
الشاعرُ الذي ملأ شعرُه مسمعَ الدنيا، وخفقتْ له قلوب الناس، وردَّ إلى
الشِّعر العربي رونقَه وبهاءَه، بعد البارودي وصبري، بعد ظلمة عصور
الانحطاط؟ اكان شوقي هذا الذي فعل الأعاجيب في الحياة الفنية الشعرية ناثراً
من الناثرين، الذين يقفُ عندهم تأريخ الأدب، مشيراً إلى آثرهم في
سواهم؟. .
اغلبُ الظنِّ اننا لن نستطيع أن نكشف شوقي الناثر في شيءٍ من اليسو. . لا
لاله لم تكن له هذه القدرةُ على النثر الفني المتمكن من الصنعة، حتى لتكاد
تكونُ فيه عفواً. . . ولا لأنّ نثره لم تكن فيه هذه القدرةُ على الإمتاع. . .
لا لشيءً من هذا أو ذاك، وإنّما يتجاوزُ الأمرُ شوقيّاً نفسَه إلى العصر الذي
نعيشُ فيه، والى المواصفاتِ التي نطمئنُّ إليها في العمل الفني، والأسس
التي نرتكزُ عليها في التقدير والتقويم، فنحن نحيا في عصرٍ هو أقربُ إلى
الإطلاق منه إلى التحديد، وإلى العفويّةِ منه إلى التصنع، وإلى الإرسال منه
(1)
بحث نشر في مجلة المجمع العلمي العربي، المجلد 34، عام 959 ام،
من ص 66 - 87.
134

الصفحة 134