كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

إلى القيدِ، ونحبّ اليوم النثر رهواً، وخاءً طلقاً، كهذه الأشوعة الخفبفة
التي تجري مع النيل، لاتسمع لها صلصلة ولاجلجة، ولاتحسنُ لها
ضجيجاً ولا عجيجاً، وإنّما هي وسوسةٌ ناعمة، كأئما هي همسُ الموج إلى
المجداف، وتحيه المجدافِ إلى الموج، ثم لا يكونُ بعدَ ذلك إلا هذا التقدُّم
المنطلق على صفحة الماء ".
ثم ينتهي بعد توضيح لنثر لثموقي وتحليله إلى القول:
"وما نعفي شوقيّاً من قَدرٍ من التكلُّفِ في اصطناعِ هذا البديع اللفطي،
ولكننا ننفي عن سجعه أن يكونَ قد غرق في المحسّنات فضلّت به المحسناتُ
عن معناه. . . إنَّ شوقي أوادَ من السجعِ كما قال: حلاوةَ الفواصل وهديلَ
الحمام باكثر مما أرادَ إلى القيد والتكلّف والالتزام ".
ويختم بحثه بقوله:
"إنّ نثر شوقي في منزلة الشعرِ. . بل إنَّه شعرٌ إذا نحن الثزمنا تعبيره. . إنَّه
شعرُه الثاني ".
2 - الشاعر القروي: حياته وشعره (1)
أستاذنا رحمه اللّه ناقدٌ أدبيٌّ متميّز، متذوِّقٌ للشعر في كلِّ عصوره من
الجاهلية حتى عصرنا الحاضر، بما فيه الشعر المهجري، وفي هذا البحث
الذي ألقاه رحمه اللّه في الاحتفال التكريمي الذي أقامته وزارةُ الثقافة والإرلثماد
القومي على مدرّج جامعة دمشق - في نيسان (959 أم) للشاعر رشيد سليم
الخوري الشاعو القروي، يحدثنا عن حياة الشاعو وصلته به، وعن شعره
ومزاياه، فبدأ حديثه بقوله:
"ما أغنى حياتك!. .
وما أبسطَ هذه الحياة!. .
(1) بحث نشوته وزارة الثقافة والإرشاد القومي بدمشق سنة 959 ام، في 24 صفحة.
135

الصفحة 135