كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

ما أحفلَها بهذه الجزئيات الكثيرة الملونة، وبهذه الخطوطِ العريضةِ
الواضحة!. .
ما أعمقَ مداها حين يكونُ الشعب العربي في حيّزه هذا من الزمان، وفي
حيزه ذاك من المكان هو محورها ومداها!. .
ما أقرب شعرك هذا الثرّ الغزير في هذه الحياة!. .
وما أصدق مجاورته لها وتجاوبه معها، والتقاءه بها هذا الالتقاء الهانى
الهادى الذي لا تحسنُ فيه العنتَ، ولا تجد فيه الإكراه إ ".
ويعود أستاذُنا بذاكرته إلى أيّام الشباب فيقول!:
"آنسيت كيف كنا ايام الانتداب، جماعاتٍ من الطلاب في باحة ثانوية
(عنبر) حين كانت عنبرُ مئقد الشرارات الأولى في النار الوطنية، وفي غُرف
بعض النوادي، وفي أطرافب من بعض المجالس ساعةَ تنفرِطُ المظاهرات نقرآ
"الأعاصير" نقرؤه فرادى أو نقرؤه مجتمعين، ونستمدُّ منه لنكونَ في وجه
أولمك الطغاة العتاة، آصحاب آثقلِ ظل كما سميتهم بلغة الشعر، مثل هذه
الأعاصير تلفحُ وجوههم بالنار، ونحن لا نملك من النار إِلا نور القلب وطهر
الضمير؟! ".
ثم يتحدّث عن بدايات الشاعر فيقول!:
"أجل. . لقد كان خَلقاً متميزاً، لم تكن في حياته الشعرية مثل حياة
الاَخرين، لم يكن له مثل تدرّجهم ولا تطؤرهم. . وإنّما كان من هذا النحو
نموذجاً فذّاً، لاله زواج بين الظهور والنبوغ. . وتفتّحت في حياته نبوءة الشعر
ومعجزته في ان واحد".
وعن صدق الشاعر في شعره يقول!:
"والحق اني ما عرفتُ شاعراً في شعرائنا المعاصرين تروعك حياتُه
ويروعك شعرُه، ثم يروعُك هذا الالتقاء بين حياته وشعره، كما عرفتُ ذلك
عند الشاعر القروي. . . هذا الالتقاءُ بين السلوكين، بين سلوك الأنسان
136

الصفحة 136