كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

وسلوك الشاعر في شخصية القروي، بين سيرته في حياته، وبين سيرته في
شعره، قاربَ أن يكون التقاء توحيد. . .
إنّ شيئاًاساسيّاً كان يحيا في عقل الشاعر القروي وفي قلبه حين كان يقول
الشعر، إنّه لم يكن يفكِّر في ذاته في هذه المسارب الداخلية العميقة، في هذا
العالم النفسي الغامض المبهم فحسب، إنّه لم يكن شأنه أن يكشف هذه المسارب
أو أن يضيءَ جوانب هذا العالم، وإنّما كان في ذهنه فوق ذلك وقبل ذلك
هدفٌ اَخر. . . كانت الجموعُ العربيه هي التي تملأ عليه اهتمامه وتطيفُ به ".
ثم يتحدّث عن مميزإت الشاعر بإكبارٍ وتقديرٍ، واهمُّها عاطفته وقوتها
وصمودها حنيناَ للوطن، وحنيناً لمستقبل العروبة. . ثم رغبة الشاعر في
الحفاظ على اللغة، وهذا ما تلمسه في لغته الشعرية، ويختم بحثه بقوله:
"أفليسَ من السعادةِ أن يتصلَ اخرُ ما أقولُه بأوَّل نبرةٍ تقولها، اَخر ما تقوله
دمشق عنك أيها اللسانُ العربيُّ النابضُ، بأوَّلِ نبرةٍ تقولُها في دمشق: قلبُ
العروبة النابض ".
3 في كأ-
3 - ابن عساكر
محاولة للكشف عن وجدانه الذاتي
وتبيين منهجه العلمي (1)
يبدأ الدكتور بحثه بقوله: "من بين الكثيرِ من التُّهم التي وُجّهت إلى تراثنا
التاريخي. . التهمةُ التي تقول: إننا في صنيعنا التاريخي كنا ننصرِفُ إلى تأريخ
(1)
بحثٌ ألقا 5 الدكتور شكري فيصل في الاحتفال بمؤرّخ دمشق الكبير
ابن عساكر في ذكرى مرور تسعمئة سنة على ولادته بدمشق في قاعة محافظة
دمشق من (26 - 28/ 399 اهـ= 23 - 25/ 979/4 ام). ونُشِرَ البحث في
كتاب: الكلمات والبحوث الملقاة في الاحتفال. وصدر عن المجلس الأعلى
لرعاية الفنون والاَداب والعلوم الاجتماعية من الصفحة 9 1 5 - 539.
137

الصفحة 137