كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

إذ تناوله خالُه الشيخ المبارك، فأفرغ في رأسِه سريعاً أُسس العلم ومبادئه،
فتخرج عليه في علوم الحديث والفقه والعربية وسواها.
وقد أشار أستاذنا إلى هذه المرحلة الهامة من حياته، قائلاً:
"في بيت خالي الشيخ محمود ياسين كانت نشأتي، وعلى يديه كانت
تربيتي، وفي مجاله كان تفئحي، وفي مكتبته كانت مطالعاتي ".
ثم إِنّ خاله خطا معه إلى الأمام خطواتٍ سريعة، ووجّهه بعدَ ذلك إلى
متابعةِ العلم في المدارس الرسمية، للوصول إلى التعليم العالي؟ إذ كان
يتوسّم فيه الخيرَ، ويتنبأ له بمستقبل مشرق، ويعجَبُ به كلَّ الإعجاب (1).
ومن إعجاب خاله به ما ذكر 5 عنه في كتابه "الرحلة إلى المدينة المنورة "
فقال: "إنّ ابنَ أختي السيد شكري فيصل فتًى لاكالفتيان، وشابٌّ بزَّ
الأقران، يتوقد ذكاء، ويشِعّ ظَرْفاً ولُطفاً. درس العلومَ الأدبية، فعُدَّ في
مهرة نجبائها، وحذِقَ الفنون العصرية، فكان من نبغاء طلابها، له براعةٌ في
الكتابة ساحرةٌ، واسلوبٌ سهلٌ ممتنع. وهو بَعدَ انْ احرز الشهادة الثانوية
نجمٌ يتألَقُ في سماء كلية الاداب المصرية. وكوكبٌ يلمعُ في كلية الحقوق
ابسورية، أخذَ اللّهُ بيد 5، وجعلَ منه الرَّجُلَ الموفَّق لخدمةِ دييهِ، والنهوضِ
(1)
وقد اثمر إعجاب خاله به انْ زوّجه ابنته السيدة الأستاذة مطيعة ياسين، وكانت
امرأة متألّقةً واعيةً مثقفةً، نالت أهلية التعليم الابتدائي، ثم إجازة الحقوق
من الجامعة السورية، وعلّمت في مدارس دمشق في وقت مبكر، حين كانت
المدرّسات قلة قليلة، وتولّت بعدئذٍ عِدّةَ أعمال إدارية في وزارة التعليم العالي،
كان آخرها قسم البعثات والإشراف فيها، حتى أحيلت إلى التقاعد، وكانت
علئ رأسِ أسرةٍ ملتزمةٍ أنجبتْ لأستاذنا أولاداً نجباءَ بررةً، حصلو! على ثقافةٍ
عاليةٍ، وتربيةٍ مثاليةٍ، وهم المهندس الجيولوجي والمتخصص أيضاً بالحاسوب
(الكمبيوتر) الأستاذ: أحمد معتز، والطبيب الدكتور محمد حازم، والطبيبة
الدكتورة لبابة، والطبيبة الدكتورة أمان. وفقهم اللّه تعالى لمرضاته.
14

الصفحة 14