كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

يجولُ فيه، أسماء الذين أخذ عنهم، وآسماء الذين رووا عنه، جملة
العناصر الرئيسة في حياته.
القسم الثاني: يبدأ بذكر الأحاديثِ التي رواها المترجم ورويتْ عنه،
ودراسة هذه الأحاديث من حيث الصنعة الحديثية او اللغوية.
القسم الثالث: يذكر فيه آخباراً عن الرجل، تتضمن حياته، ولادته
وفاته، الحوادث التي مرّ بها أو شارك فيها.
وتبقى الإحاطةُ بكلّ أخبار المترجَم له أبرزَ مظاهر العمل عند ابن عساكر
وإنّ وجه الفرادة في هذا العمل لا يعودُ إلى التكثّر في رواياته قدر ما يعود إلى
الاطلاع الواسع، والإحاطة الشاملة، والمصادر المتنوعة، وان يكون تاريخه
شاملأ للقرون الستة الأولى للجماعة الإسلامية المنتشرة من الشرق إلى
الغرب ".
ثم يتحدّث الدكتور عن السلوكية التي رافقت هذا المنهجَ فيقول:
"واضحٌ جدّأ للذي ينظر في الكتاب يعرض عمل المؤلف فيه، أن روحاً
عالية متّقدة كانت وراء كلِّ خبرٍ من أخبارهِ، أو سندٍ من أسانيده، تتجفى هذه
الروحُ في سلوك علمي يمكن أن تضبطه الصفات التالية:
الجمع والإعداد: فابنُ عساكر لم يقدم على عمله الضخم قبل أن يتزوّد
ويعدَ له الإعداد الطويل، وكان هذا وراء رحلاته الطويلة التي وصلت إلى أبعد
الحدود، ووراء سعيه إلى الشيوخ، وأخذه عنهم، وآيُّ أعدادٍ من الرجال
لقي، وعلماء طرق ابوابهم حتى بلغ معجم شيوخه وشيخاته نحواً من ألف
وخمسمئة، وأيُّ أحمالٍ من الكتب نقل قبل أن تستقر به آسفاره ليبدأ جهده
الاكبر في التصنيف والتاليف والإقراء والإسماع؟!.
التثبت: كان الحرصُ على التثبُّتِ معلماً من معالم السلوك العلمي عند
ابن عساكر، ومن آجل هذا التثبّت كانت هذه الرواياتُ في الخبر الواحد.
الاحتياط: وهي سمة من سمات السلوك العلمي عند ابن عساكر، إنّه
يأخذُ نفسَه بالاحتياط في عباراته وحكمه، وآقصى ما يستعمِلُ من ألفاظ: هذا
140

الصفحة 140