كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

أما المرحلهْ الثانية فاسموها: الدور العثماني، وتبدأ بدخول العثمانيين
القاهرة حتى استيلاء نابليون عليها في حدود سنة (13 12 هـ).
إنّ هذا التقسيم يرسم بين أيدينا اطلالاً باهتة على طريق طويلة غامضة. .
خاصة وأنَّ ما نُشِرَ من مطبوعاتٍ عن تلك الفترة يكاد يكون ضئيلاً أمام ما نشر
عن العصور الأخرى.
وأمّا ما قيل عن أصالة العصور الأخرى فهذا لا يمنعُ أن نجد الأصالة في هذا
العصر، ولكلِّ ورقةٍ من هذا التراث في عصره ودوره ما للأخرى من فضل
واثر".
ويقول استاذنا في أسباب ضاَلة الاهتمام بهذه العصور:
" في راي إنّ ذلك يعود في جانبٍ أساسي من تعليله إلى طبيعة الآثار التي
اُلّفت في نطاق الأدب، ومعنى التأليف كما فهمه أصحابه حينذاك. . فلم يَعُد
هنالك إلا في القليل عمل أدبي صِرْفٌ لا يقصد الا الأدب في معناه الفني،
وإنّما اختلط الأمرُ اختلاطاً عجيباً في اذهان المؤلفيق وعلى أقلامهم بين مدلول
الثقافة العامة وبين مدلول الأدب.
وفي وسعنا أن نضرب المثل لذلك بكتابيق اثنين: "نكت العميان " للصلاح
الصفدي من رجال القرن المامن، وكتاب "سرح العيون " لابن نباتة، وهو من
رجال القرن الثامن أيضاً.
أما كتاب "نكت العميان " وهو في الأصل كتاب تراجم، ففيه مقدّماتٌ
عمثعر عن العمى، وما يتعلّق به من شعر ونثر، وفقه وتاريخ، وتفسير،
ونوادر وذكاء العميان، ونكاحهم، ثم يورِدُ التراجم للعميان، وهنا يظهرُ لنا
الأمرُ بأننا لا نجد مثل هذا الزاد الأدبي في كتاب اخر.
وأما كتاب "سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون " لابن نُبَاتة، فهو في
الأصل كتابُ أدبٍ، ولكننا نجد في شرح الرسالة إعراباً، ولغةً، وشواهدَ،
143

الصفحة 143