كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

وفي الفصل الثاني: خَضَص بحثه للقيمة الاجتماعية للكتاب، فهو
وثيقةٌ اجتماعية عن النصف الثاني من القرن السادس الهجري لبعض جوانب
المجتمع، وخاصة التصوف منه.
وأما الفصل الثالث: فقد تحدّثَ عن القيمة التصوفية في الكتاب،
وتتمثل في أنّه وثيقة صوفية من الوثائق النادرة، التي تملأ القلب والعقل
معاً، ويمكن للمارئ أن يتعزف إلى هذه الطبقة من شيوخ ابن عربي الذين
أدَّبوه وهذبوه منذ بداية أمره.
وفي الفصل الرابع: يبيّن استاذنا قيمةَ الترجمةِ الذاتية لابن عربي،
وأثرها في هذا الكتاب، ففيه نتعرَّفُ على بيئته الاجتماعية، وشيوخه
الأوائل، واثرهم فيه، وسلوكه مع شيوخه، وموقفه من الفقهاء، واسلوبه
الفكري، ومواقفه من بعض السلاطين، وأدعيته، وبعض كتبه.
وفي الفصل الخامس: يتحدّث عن القيمة التربوية التهذيبية في هذا
الكتاب، وهي قيمةٌ جديدةٌ تملأُ كلَّ صفحاته، فالغاية من تأليف الكتاب أ ن
يدفع الناسَ نحو مكارم الأخلاق، وان يدلّهم على الطريق إلى اللّه،
وليكشِفَ عن معايب النفس وغرورها، أوضج ذلك ابن عربي في مقدمة كتابه
بقوله: " ومقصودي بهذه الرسالة إبراز معرفة نفسية وربانية تحرّضُ علئ الكلم
الطيب والعمل ".
لم يسلك ابن عربي في نهجه التربوي هذا الطريق المباشر بالتقرير والأمر
والنهي، ولكنّه اتبع أسلوبَ الحكايه، والحوار، والأمثلة، والتدرج في
البرهان.
ويختم استاذنا بحثه في الفصل السادس عن القيمة العلمية للكتاب من
حيث السماع عند الصوفية، والشعر، والمعرفة، والنبوة.
وقد ترجم هذه الأمورَ كلَّها عن أهمية الكتاب بموجزٍ باللغة الفرنسية القاه
علئ الحاضرين في الندوة.
!!!! د
146

الصفحة 146