كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

6 - خير الدين الزركلي بين الشعر والنثر (1)
أقام النادي العربي بدمشق في كانون الثاني (977 أم) حفل تأبينٍ للشاعر
الوطني الرقيق، والناثرِ المبدع، والمؤرّخ الموسوعي خير الدين الزركلي
الذي توفّي في القاهرة في (الثالث من ذي الحجة 396 أهـ= 25 تشرين
الثاني 976 1 م)، وتكلّم في هذا الحفل عدد من العلماء والأدباء والأصدقاء،
فتحدّثوا عن لمميرة الفقيد العلمية والشعرية والتاريخية.
وكان الموضوعُ التي تحدّث فيه أستاذُنا عن الشاعر الزركلي: (بين الشعر
والنثر)، وبدأها بصلته ومعرفته به:
"كان في قلبي وعيني وأنا أدرجُ على أوّل طريق الحياة شعرُ الزركلي، ثم
كان في قلبي وعيني وصحتي وذهني وأنا فتى أدرجُ على طريق العلم بين دمشق
والقاهرة. . نثرُ الزركلي ".
ثم تحدّث عن حياة الشاعر: طفولتِه، شبابِه، بدإياتِه الشعرية والنثرية،
وقيمتها الفنية عنده، فقال:
"كانت ربّات الحكمةِ هي التي شاركت كذلك في صياغتِه منذُ بدايته
المبكرة، وكانما نفخ في روحه مَلَكانِ: المَلَك الذي زوَّده القدرةَ على الإبداعِ
الموفّق في ميدان الكلمة المنظومة، والمَلَكُ الذي زوّده بالبيانِ المشرق في
ميدان الكلمةِ المنثورة.
إننا نُؤْخَذُ حين نقرأُ شعرَ الزركلي، ذلك النمط من رفيعِ البيانِ، وروائع
التصوير، ونيّر الأداء، لم يبقَ من القادرين عليه إلأَ القلّة. . إنك تحارُ حين
!
تقرا الزركليَّ شاعراً وحين تقرؤه ناثراً، فكيف يُسِّرَ لهذا الجيلِ من رجال
البيان عندنا -كشفيق جبري وخليل مردم - أن تكونَ لهم هذه القدر؟
(1)
بحث عن الشاعر خير الدين الزركلي بمناسبة الحفل التأبيني الذي أقيم بدمشق
سنة (977 أم) ونشر ضمن كتاب: علم الأعلام، من ص 65 - 86.
147

الصفحة 147