كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

الأخير من هذا القرن " وبَحْثُ أستاذنا - رحمه اللّه - هذا أحدُ الأبحاثِ التي
أُعِدَّتْ لهذه الندوة.
أراد الدكتور شكري أن يضيفَ إلى عنوان الندوة: "اللغةُ العربيّة خلال ربع
قرن" قوله: "في ميدان التعلم والتعليم " ذلك أنّ اللغة في مجتمعنا العربي
المعاصر تؤلِّفُ قضيةً من اخطر قضاياه وأكبرِها، لأنَّها تمتدُّ على رقعةِ الوطن
العربي كلِّه، وعلى تاريخه البعيدِ والقريب، واللغةُ هي الوسيلةُ الأُولى للبناء
الحضاري، إذا ذكرنا ذلك أدركنا أنَّ موضوع اللغة العربية يداخِلُ تفكيرنا
كلَّه، وعملنا كلَّه، ووجودَنا كلّه.
إنَّ موضوعَ العربية خلالَ ربع قرنٍ في تعلّمها وتعليمها يتناول في معالجته
اربعة أمور: أ - المعلم، 2 - الطالب، 3 - المنهاج، 4 - الكتاب.
والوافع أننا في كلِّ بلد عربي أمامَ اعدادٍ كبيرةٍ من المعلّمين والمدرّسين
الذين يتكفلون تعليمها، وأمامَ أعدادٍ هائلؤ من التلاميذ والطلاب والدارسين
الذين يتكلّفون تعلُّمها. . ولماذا تنشأُ أزمةُ اللغة العربية ونحن ننطلق من
تقديسِ اللغة، وبأنّها لها أكبرُ الأثرِ في وحدة الثقافةِ والمشاعرِ، وهي الطريق
الوحيد إلى ما ننشده من وحدة العرب السياسية، وتجديد الحضارة العربية،
ومواكبة التطور الإنساني؟!.
إنّ عرضَ الواقع اللغوي العربي يثير كثيراً من الأسئلةِ، لماذا لا تُحَقِّقُ
العمليةُ التعليميةُ أهدافَها كلها؟ لماذ! لا تأتي النتائجُ كِفَاءَ الجهودِ؟. .
وحين يكونُ الطالِبُ مكانَ الاهتمام والرعاية، ويكونُ الكتابُ موضعَ
العنايةِ والتجديد، ويأتي المنهجُ نتيجةَ مدارساتٍ طويلةٍ متعمقةٍ، ويكونُ المعلمُ
نتيجةَ إعدادٍ وتأهيل، فلماذا تكونُ النتائجُ إلى ضمورٍ وقصُورٍ وانحرافٍ؟!.
ويعدِّدُ أستاذُنا الحلول لهذ 5 القضية فيقول: "أوَّلُ المبادى:
أنْ تجتمعَ لغةُ المعلّمين جميعاً على هذه العربيه الميسَّرة البسيطة.
وأَنْ يُعطَى المعلمون والمدرّسون جميعأ أقدارَهم المتماثلة المعنوية والمادية.
150

الصفحة 150