كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

هناك قضية كبير في شعر جبري هي هذا التصعيد من أُفق العواطف الذاتية
الخاصّة، إلى آفاقِ العواطف الوطنية العريضة، لقد كان الوطنُ عندَه بلادَ
العروبة. . وقد شغل هذا النوعُ من الشعرِ عند جبري حيّزاً كبيراً من إنتاجه،
حتى ليؤلف أكثرَ شعره، وبعضُ هذا الشعر كان تعويضاً عن شعره الغنائي في
الذات او المرأة وتصعيداً له ".
ويختم أستاذُنا دراسته بقوله: " وإذا كان الناس قد اصطلحوا على انّه شاعرُ
الشام بحدوده القومية، فذلك على معنى أنَ الشام هو البلد الذي زخر
بالحركات الوطنية، ورعى الحركة القومية، وأسهمَ إسهاماً واضحاً في النهضة
الثقافية، وصدر في أحزابه وجماعاته وفي نثره وشعره عن إيمانه بالوحدة،
وعمله الدائب لتأصيلها في أذهان الأجيال العربية، وواقع الحياة العربية ".
***
1 1 - طه حسين: ذكريات ومواقف (1)
يتحدّث الدكتور رحمه اللّه في هذا المقال عن ذكرياته مع عميد الأدب
العربي طه حسين وبعض المواقف التي عاصرها معه، فبدأ مقالته بالتعبير عن
وفائه لأساتذته، ومنهم طه حسين، الذي قال عنه:
"لم يكن عندي المؤلّفَ ولا الباحثَ ولا الناقدَ، ولم يكن عندي الأديب
الذي لا يجارَى، وصاحبَ البيان الذي لا يُضاهى، وإنّما كان -قبلَ ذلك
كله - الأستاذ، ولا يحتمل وفائي لأساتذتي أنْ ألقاهم بغير النظرة الحيية،
إنِّي لأغضي حياءً منهم، وتوقيراً لهم، وهي أحلى في مجالات التقدير، مِنْ
أن تقدّم ذخرك النفسي كلَّه عطراً بين يدي مَنْ تُقَدّر وتوقِّر".
ثم يتحدّث عن بداية معرفته به قبل أن يغادِرَ دمشق إلى القاهرة من خلال
قراءته لكتابيه: " الأيام "، و"علئ هامش السيرة " وبعض المقالات المتفرّقة له
في مجلة "الرسالة ".
__________
(1) مقالة نشرت في مجلة المعرفة السورية، العدد 153، نيسان 974 ام، من
ص 22 - 33.
159

الصفحة 159