كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

12 - طه حسين: بين المحافظة والتجديد (1)
بدأ الدكتور شكري مقالته بالإشارة والاحترام لأستاذه طه حسين، ثم
تحدّث عن أثره في الأدب العربي المعاصر، وأسلوبه الناصع الساحر،
وافكاره الجريئة الجديدة، وعن سموّه في العمل الفني والإبداع فيه من خلال
الكلمة والجملة، ومن خلال الموسيقا البارعة التي تتولّد عن التئام عوالم
كانت غادرتها منذُ زمنٍ بعيدٍ.
وأمّا المحافظة والتجديد عند طه حسين فيقول أستاذنا:
"والحقُّ أنَّ طه حسين كان مجدِّداً لا ينقطعُ عن المحافظةِ، ولا يتنكّرُ
لها، وأنَّ المجتمَعَ من حوله كان محافظاً لا يرغبُ عن التجديد، ولكنّه
يخافه حيناً، ويخشى إسرافَه حينأ اخر، ومن اختلات بين هاتين المعادلتين
الصعبتين واتفاقهما من اختلات المعادلة الفردية والمعادلة الاجتماعية،
نستطيعُ أن نفسِّرَ كلَّ ما كان من حياة طه حسين، ومن صنيعه، كما نستطيعُ
أن نفسِّرَ كل ما كان من أثر وتأثيره ". ثم يناقِشُ الدكتور هذه المسألة، ويأتي
بالأمثلة من كتب طه حسين، مع مقارنتها بالكتب القديمة، ككتاب
(الطبقات) لابن سلاّم.
وأمّا عن اتجاهات طه حسين (في مستقبل الثقافة في مصر)، فيقول:
"انّه من الخير للحقيقة آنْ لا يفهمَ هذا الكتاب فهماً منفصلاً عن الظروت
التي كانت فيها مصر، أو كانت فيها اجزاءٌ من الوطن العربي حين صدر
الكتاب سنة (1938 م)، ومع ذلك يظلُّ بعضُ ما قاله الدكتور طه في هذه
القضايا فيه الاندفاعُ مرة، والشططُ مرة أخرى، ويظلُّ هذا الحرص على
الحركة، وان خرجت إلن شيءٍ من اضطراب، ويظلُّ محمولاً على شعور
التحدي الذي كان يلازِمُ الدكتور طه حسين في فتراتٍ من حياته ".
! م! م كبم
(1) مقالة نُشرت في مجلة المعرفة السورية، العدد 158، نيسان 1975 م، من ص 7 - 22.
161

الصفحة 161